الأخبار

الجن جااابو كوز … دارفور أولاً

127
مجاهد نايل – طريق المدنيه

الجن جااابو كوز … دارفور أولا

▪️عند بداية الحرب وظهور بوادر فوضى الحرب، كنت ابحث عن مثقفي دارفور، انتظر منهم أن يحذروا الناس بمخاطر الجنجويد، ويساعدوا في توصيف حجم الكارثة من ذاكرتهم القريبة المعذبة.
فوجدت بالفعل بعضهم يؤكد صحة هجمة جنجويدية تحدث على سكان الوسط، وبنفس إستراتيجية معارك دارفور ..

وهذا لأن الجنجويدي يعمل بإستراتيجية رسخت في عقله الإجرامي، منحته تفويضا بطرد السكان واخذ أملاكهم كيفما يريد ..

وهذا تفويض صنعه له (شياطين) الحركة الإسلامية وحدهم ..

▪️أدعكم مع حديث (منعم) أحد متحدثي طلائع ديسمبر (بكلوبهاوس)، وهو من أهل دارفور: كانت لنا مع قبائل العرب في دارفور علاقات تكافلية قديمة، كان لوالدي عدد من الأبقار يمنحها (للعرب الرُحّل) فيرعونها مع ابقارهم طوال السنة، ويمرون بنا في شهر واحد من السنة لتجلس الأبقار أمام بيوتنا، نقدم لهم (الدخن والداميرقا) ونأخذ من ابقارنا ما يكفينا في علاقة تكاملية مريحة، ثم يجلسون معنا في بيوتنا طوال الشهر، حتى وقت رحيلهم يتركون (صبيانهم) الذين وصلوا سن التعليم معنا لأجل المدارس، فقد كان ابنائهم يسكنون معنا كاخوان واهل ..
كان هنالك ما يعرف بعصابات (النهب المسلح) متواجدة في شارع الذي يربط دارفور بجماهيرية ليبيا، عصابتين أو ثلاث مشهورة منهم عصابة (ابو عشرين)، لكنهم لا يهاجمون الا قوافل الشاحنات والبضائع وهم عصابات الجنجويد ..
إن غالب مشاكل العرب الرحل مع المزارعين لم تكن تصل إلى تسلح وحرب، إنما (كبار القوم) يعالجون المشكلة دون أي عداوة وغبينه ..
بعد ظهور حركات التمرد رفضت الحكومة الجلوس معهم .. جاء علي عثمان وعبدالرحيم محمد حسين إلى نيالا، وقابلوا زعماء العصابات وعقدوا اتفاق (الدم). منحوا الجنجويد صكوك النهب (البموت شهيد والبعيش يمتلك حق ….)، هذا هو ميثاق الدم ..
دربهم الجيش وسلّحهم ..
وهكذا تعلم الجنجويد إستراتيجية (قتال المدنيين) بالتشريد والقتل والاغتصاب، هكذا هي عقلية الجنجويد وعقيدتهم القتالية، قادهم موسى هلال تحت (غطاء الجيش) إلى محارق القرى ونهب المدنيين وترويع من يصفوهم بحواضن التمرد، بينما هم ليسوا متمردين إنما مواطنين سودانيين ..
اليوم يستخدم الجنجويد الاستراتيجية التي لا يعرفون غيرها في القتال، على مدن أواسط السودان
▪️هذا بعض حديث منعم، وهو الرجل الذي عايش كل ما حدث في دارفور

لا أظن أن ربط تصرفات الجنجويد (المكتسبة) بجنس بشري، وتعميمها على مكون قبلي يكون سليما .. الاغتصاب ليس من طبائع البشر المتوارثة بالجينات، إنما يُكتسب مع الجهل والاغراء المناسب والتحفيز الشيطاني ..


لقد إستغل الكوز علي عثمان معيشة الجنجويد الإجرامية، واعتمادهم النهب واللصوصيه، ثم أضاف إليها شهوة القتل والتشريد ودعمها بالاغتصاب، مانحا لزعماء العصابات كل الاغراء والمال والحصانة من المحاكمة، والحصانة حين يجدها مجرم متمرس فإنه يتحول تلقائيا الى (وحش) ..
مثل الوحش علي عثمان وبقية وحوش حكومة الإنقاذ، مثل البشير الجنجويدي الاول في السودان الذي قال (الغرابيه إذا …..) ..

ثم تطور الجنجويد إلى صفوه ثم حرس حدود، ثم دعم سريع بين يدي حميدتي .. ثم يا سادتي الان
عليكم أن تتركوا كل ما قلت في مكانه إلى وقت يحين ..
لنرى ماذا نستطيع أن نُسوي في كارثة الدعم السريع، جنين الجيش المشوه !!

الدعم السريع أصبح الآن ابعد مسافة من الجنجويد، اقرب مسافة إلى المؤسسة العملاقة، وابتلع بالفعل كل البلاد، من الجنون التام أن يتحدث احد عن فنائه ؟؟
لأن الحرب هي نظرية الفعل ورد فعله نفسها، فمن يطرح فكرة إبادة الدعم السريع هو في الحقيقة لا يطرحها لنا نحن فقط إنما يطرح فكرة (الإبادة) في ميدان المعركة، فيلتقطها القادر عليها ببغته الحرب، بمعنى انك حين تطلب من الجيش إبادة مكون الجنجويد فإن طلبك بنفس الوقت، يطلُب من الجنجويد إبادة مكون الجيش، فهل يمكن أن يفكر انسان بدون معرفة أبعاد أفكاره ؟

اعتقد أن أول حلول هذه الأزمة، أن نستخدم لغة واقعية ونسمي الاشياء بأسماء تجعلها ممكنة الحلول ..
افترض طبعا أن وجود مليشيا داخل دولة، غير منطقي، غير نظامي .
مثل قيام أماكن سكن عشوائية أو سوق عشوائي غير نظامي
تعالج الحكومات مشاكل الأسواق العشوائية، بحلقات من معالجة الأضرار لأطراف العشوائيات ..
إزالة العشوائي مقابل منحهم اماكن نظامية وايقاف كل (ظاهرة سلبية) رافقت قيام العشوائي ..
يعني معالجة وضع المليشيا إلى أن تفنى تلقائيا في تحول نظامي إيجابي، وهي مهمة مختصين عسكريين ..
هذا طبعا لا يعني ترك العدالة وجرائم الدعم في المدن .

يتبقى الأهم من كل ذلك، أن نبدأ بجبر الأضرار من الاول وبالترتيب الصحيح، منح دارفور أولية الاعتراف بجرائمها والاعتذار لأهلها وتعويضهم اولا، ثم الذي يلي حسب هجمة الجنجويد ..
هكذا ربما نمحو بعض المظالم، ربما نؤسس مفهوم للوطن القومي، كبنيان مرصوص مترابط ..

▪️ايقاف الحرب ضرورة
♦️ايقاف الحرب بشتى السبل.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد