الأخبار

(المجرمون والتسوية) .. لسان حال ..!!

60


عثمان شبونة

التسوية السياسية المطروحة في السودان بين الإنقلابيين وبين قوى سياسية على رأسها بعض كائنات الحرية والتغيير؛ هي انتصار للقتلة الكبار، وحتى لا يأخذنا الخلاف لمنحى (الغلاط) الفج؛

أقول لمؤيدي هذه الجريمة السياسية الجديدة إن أي اتفاق يتجاوز آلية القتل (الأولى ــ العُظمى) ممثلة في البرهان ومجلسه الكيزاني وحميدتي ووزير شرطة الإنقلاب؛ لا يزيد عن كونه اتفاق حقير وتافه ومستفز بكل ما تعنيه الكلمات من معانٍ..

هؤلاء المعنيون بارتكاب المجازر ــ عسكر جنجويد ــ انتصروا بالفعل إذا كان ما يسمى (الاتفاق الإطاري) الذي قرأناه سيتم فرضه على الواقع مهما بلغت عيوبه وتعقيداته..!

لعل الانتصار المقصود يحس به القتلة الآمرون الموزعون بين وزارة (الجاهلية) والقصر الجمهوري! ولسان حالهم كأنه يقول حرفياً: (نجحنا في مسعانا الخبيث استمرار القتل للمتظاهرين السلميين قدَّم لنا خدمة جليلة بالوصول للتسوية لأجل أن نكون في السلطة؛ نتخذها حصناً من العقاب، نحن فوق القانون لأن السلاح معنا وكذلك المال المسروق منكم)!

مارسوا أقصى درجات الإبتزاز (بالقتل ــ القمع ــ الترويع ــ النهب ــ الاغتصاب) للوصول إلى التسوية (اللعينة) ليظل جبروتهم قائماً.. أيضاً رفض التسوية له تفسير آخر بين القوسين: (أن يستمر العسكر حاكمين مفسدين في الأرض كعادتهم؛ حتى تأخذهم الثورة الشعبية إلى المزبلة ولو بعد حين)!

المعنى العام لكل ما يحدث كتبناه في سطر من قبل ولخصه البعض دارجياً بكلمتين: (يا نحكمكم يا نقتلكم) هكذا لسان حال العسكر الخونة وشريكهم الجنجويدي العميل.

إذن أهم ما يفهم من التسوية هو إمكانية توقف القتل مقابل إفلات أعتى المجرمين في التاريخ المعاصر من العقاب (عصابة المجلس الإنقلابي اللا شرعي) ومن يقبل بهذا العرض (الواطي) يفرض نفسه كوصي على الشعب ويمارس عنجهية لن تحميه من غضبة الجبار.

كذلك قوى التسوية التي تنوب عن الشعب (بالاستهبال) طمعاً في الكراسي؛ تعيد نفس ارتكاب الحماقة بقصر النظر؛ حين تعترف بمليشيا حميدتي..!

فالجنجويد قوة فاسدة ذات تاريخ قذر؛ طبيعة تكوينها (إجرامية بحتة)؛ مليشيا ضمت من قبل أجانب لا ينتمون للسودان (ما الغريب إذا كانوا ضمن التشكيل حتى كتابة هذه السطور)!

فإذا كانت جماعة التسوية تعترف بالمليشيا كقوة نظامية يفلت قادتها من العدالة؛ فهذا مؤشر خطير مفاده التكريس لمزيد من المليشيات بمبرر عبثي: (مافيش حد أحسن من حد)!

وحين تصبح هذه القوة الخاصة بحميدتي أكثر مِنعة بالعتاد وليس بالعقول؛ تتحول إلى (عقدة) كباقي المصائب التي صنعها الفوضويون الكيزان.. عقدة تحار تجاهها (مناشير) المستقبل السياسي ــ المدني..!

إن رهط التسوية بقبولهم للجنجويد يكرسون لهمجية يضاهون بها ما كانت تفعله الطغمة الإرهابية في عهد اللص عمر البشير.

الأهم مما سلف؛ أن الثقة في المنافقين برهان وحميدتي ضرب من العبط النادر، ولا أظن أن قوى الحرية والتغيير اتعظت بتجربتها السابقة التي أسهمت في تبديد أهداف ثورة ديسمبر؛ بل ربما تأكد لاحقاً صدق قولنا: إنها لا تريد أن تتعلم بقدر ما يهمها أن تحكم؛ ولا تبالي بشراكة السفاحين.

أعوذ بالله.

الحراك السياسي – الأحد

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد