الأخبار

بروفسير فيصل عمر الزبير: عجز القادرين عن التمام

55
بروفسير فيصل عمر الزبير
عجز القادرين عن التمام


اريد تناول قضيه تربوية تهم اسر العديد من الطلاب الذين جلسوا للامتحانات مرحلة الاساس لهذا العام ٢٠٢٢ ولم يحالفهم الحظ بالنجاح حيث يعتبر هو العام الاخير للسلم التعليمي الذي جاءت به الانقاذ وهو سلم انتقص منه عام وصار السلم ٨ اعوام بدلا عن ٩ اعوام وتم فبه قبول الطلاب في عمر ٦ سنوات بدلا عن ٧ سنوات.

ولكثير من لاهل التربيه والتعليم راي في هذا السلم بين القدح والمدح اي يتباين بين الرفض والقبول من حيث العمر الذي يقبل فيه الطالب ومن حيث عدد السنوات الدراسيه الممتدة من دخول الطالب المستوي الاول حتي امتحان الشهادة السودانيه اذ ان الطالب يكون قد تلقي ١٤ عاما بدلا عن ١٥ عام في السلم السابق .

بالطبع حاولت الانقاذ ان تضع بصمتها بتجربة هذا السلم التعليمي والذي جاء علي انقاض السلم الذي وضع في عهد سابق ٦ الابتدائي و٣ المتوسط و٣ الثانوي.

وتم دمج المتوسط مع الابتدائي وضاعت واحدة من اهم المراحل الدراسيه في السودان حيث كان لها طعمها ونكهتها وفيها نقلة نوعية للطالب وللاسف السلم التعليمي الانقاذي ارتبط بوزير محامي وقانوني ضليع ولكن للاسف لا علاقة له بالتربية ولا التعليم ويبدو انه لم يتشاور مع اهل الراي والمعرفه من ذوي الاختصاص في مجالات التربيه والتعليم وما اكثرهم في بلادي.

وفي اخر المطاف اقتنع اهل الانقاذ بأنهم ارتكبوا خطا فادح وجريمة نكراء بتذويب تلك المرحله حيث ذهبت السكره وجاءت الفكره في نهاية عهدهم وقرروا الرجوع للسلم التعليمي الذي يحتوي علي المرحلة المتوسطه والتي بدأت منذ العام السابق.

وما اود ان اتناوله هنا هو ان امتحان المستوي الثامن لهذا العام كما ذكرت هو الاخير لذلك السلم التعليمي المصاب وكما ذكرت ان هنالك طلاب لم يحالفهم الحظ في العبور للمرحلة الثانويه ولم يتمكنوا من احراز الحد الأدنى ١٤٠ درجه والتي تؤهل للالتحاق بالمرحلة الثانويه وصدر قراراً بخصوص معالجة مشكلة هؤلاء الطلاب بالجلوس لامتحان ملحق وبديل لتوفيق اوضاعهم

ومعلوم ان امتحان الملحق هو للطلاب الذين رسبوا في المقرر المعين والبديل للطلاب الذين لديهم اعذار شرعيه ولم يتمكنوا من الجلوس للامتحان للمقرر المعين وبالتالي يمكن للطالب ان يجلس فقط للامتحان في المقرر الذي فشل في علي الحصول علي درجة المرور علي الاقل وليس من المنطق ولا الحكمة ان يجلس الطالب لكل المقررات بما فيها نلك المقررات التي تمكن الطالب فيها من الحصول علي درجة المرور ما عدا في حالة الاعادة

طبعا يجلس الطالب في العام التالي لكل المقررات ولكن ما حدث الان ان وزارات التربيه و التعليم بولايتي الخرطوم والجزيره علي الاقل أعلنتا امتحانات للطلاب الذين لم يحالفهم الحظ بالجلوس لجميع المقررات بما فيها تلك التي تحصل فيها الطالب علي درجة المرور وهذا بخالف المنطق والحكمة واللوائح الاكاديميه المعروفة لتنظيم عملية الامتحانات خصوصا ان هذا النوع من الامتحانات غير معهود في هذه المراحل وفي مثل هذه الامتحانات ولكن فرضها الامر الواقع وجاءت لمعالجة هذا الوضع الشاذ.

فاذا كانت الوزارة حريصه علي المعالجه ويهمها الامر لكان الأجدر بها الاعلان للطلاب للجلوس فقط الامتحان للمقررات التي رسبوا فيها كملحق او بديل كما هو متبع في نظم التعليم العالي.

فاعادة الامتحانات في كل المقررات يعتبر ان الطالب عاد العام من جديد وعاد للامتحان خلال فتره زمنية قصيره جدا ربما لا تمكنه من لملمة اطرافه والحصول علي الجاهزيه التي تمكنه من العبور مرة اخري ومعلوم ان هؤلاء الطلاب في الأصل يعانون من تدني في المستويات الاكاديميه.

فاذا ارادت الوزارة معالجة المشكلة ومساعدة هؤلاء الطلاب بالالتحاق بالمرحلة الثانويه ان يكون القرار هو الجلوس فقط للمقررات التي رسب فيها الطالب وان لا يجلس لتلك المقررات التي تحصل فيها علي درجة المقبول علي الاقل وبالتالي يكون الامر عادلا للجميع.

فانا لا ادر كيف صدر مثل هذا القرار المعيب والذي يخالف المنطق السليم ومن الذي اصدره وهل تم التشاور مع خبراء التربيه والتعليم في هذا الأمر المهم للطلاب ولأسرهم.

هذه رساله مني لاهل التربية والتعليم لتدارك الامر واعادة النظر في عذا القرار من اجل مصلحة هؤلاء الطلاب ومن اجل مستقبلهم انه عجز القادرين علي التمام يا سادتي.

بروفسير: فيصل الزبير – جامعة الخرطوم
اغسطس ٢٠٢٢

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد