الأخبار

تعرف على هاياو ميازاكي ..”عراب الأنيمي” الذى لا يتوقف عن الإبداع

71

متابعات أبعاد برس

وُلد ميازاكي في طوكيو، في 5 يناير/ كانون الثاني 1941، وعاش طفولته في أجواء الحرب مع الولايات المتحدة، فظل فترة طويلة يرسم الطائرات والدبابات والبوارج فقط، كما تأثر بعمل أبيه في تصميم المقاتلات الحربية، فجاءت أعماله مليئة بصور منها.

مخرج الرسوم المتحركة الياباني هاياو ميازاكي (أسوشيتد برس)

من يصدق أن طفلا في الرابعة من عمره، فتح عينيه على قصف طائرات الحلفاء على بلاده إبان الحرب العالمية الثانية، لدرجة سببت له مشاكل صحية يعاني منها حتى الآن، يكرس حياته لرسم وإخراج أكثر أفلام الأنيمي جمالا ونجاحا في اليابان والعالم.

إنه هاياو ميازاكي (Hayao Miyazaki) المخرج الأكثر إنجازا في تاريخ فن الرسوم المتحركة، التي تُعد واحدة من أقوى الأسلحة الثقافية اليابانية، وصناعة تُدر مليارات الدولارات سنويا. وهو مؤسس “ستوديو غيبلي” (Studio Ghibli) عام 1985، والذي يعد أكثر إستديوهات الرسوم المتحركة نجاحا في العالم.

الطفل الذي عانى من نزق الأب وشدة الأم في طفولته وصباه، إلى أن صار شابا يحمل دبلومة في علوم السياسة والاقتصاد، أصبح أحد أكثر الشخصيات احتراما في بلاده، باعتباره العقل الذي قدم أهم رموز الثقافة الشعبية اليابانية من خلال شخصيات أفلامه، ولبراعته في نقل المشاعر والأفكار بسهولة، بددت الفكرة التي كانت سائدة عن الرسوم المتحركة باعتبارها مجرد رسومات ملونة لإلهاء الأطفال، دون قيمة فنية حقيقية

ومنذ ذلك الحين، حرص ميازاكي في أفلامه -المستوحاة من الثقافة اليابانية- على تناول أعمق قضايا الحياة، بما تحويه من معضلات وما تفرضه من قيم، وما تزخر به من قصص وأساطير وأحلام ومعجزات، تُطلق للخيال البشري العنان، دون تدخل أو فرض رؤى أو تقديم إجابات، تاركا شخصياته تواجه مصاعب الحياة بإرادة قوية.

عام 1961، وهو لم يزل في العشرين من عمره، بدأ مشواره لرسم صورة جديدة للحياة في عيون الصغار والكبار، فقدم الرسوم المتحركة الرئيسية لحكاية “علي بابا والـ 40 حرامي” عام 1971. وظل يتنقل بين العديد من الإستديوهات، حتى أخرج أول أعماله عام 1978، وهو مسلسل “كونان فتى المستقبل” (Future Boy Conan) المعروف عربيا باسم “عدنان ولينا”.

لم يستطع ميازاكي إخفاء تأثره بأمه “القوية المثقفة” حتى انعكس ذلك في أفلامه كلها تقريبا، حتى نالت الإشادة بسبب تصويرها الإيجابي للمرأة، حيث يصف ميازاكي شخصياته النسائية بأنهن “فتيات شجاعات مكتفيات ذاتيا، لا يترددن في القتال من أجل ما يؤمن به”

مشيرا إلى أنهن قد “يحتجن لشريك أو مؤيد، ولكن ليس لمنقذ أبدا” فالمرأة عند ميازاكي تتمتع بالفردية والقوة و”قادرة على أن تكون بطلة مثل أي رجل”.

عام 2002، اعتبر الناقد السينمائي الأميركي المخضرم روجر إيبرت أن ميازاكي “قد يكون أفضل صانع أفلام رسوم متحركة في التاريخ”.

ففي عام 2003، رفض ميازاكي حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار بمدينة لوس أنجلوس، احتجاجا على تورط الولايات المتحدة في حرب العراق.

حيث تميزت معظم أفلام ميازاكي بالدعوة إلى السلام، ومناهضة الحرب والتطرف والعنف، كمرآة لمواقفه الشخصية المعبرة عن ذلك.

كما أعرب عن رأيه في الهجوم على مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية عام 2015، منتقدا نشر المحتوى الصادم الذي أعتبره أحد المحفزات على الحادث.

عام 2013، أعرب عن رفضه إنكار العدوان الياباني على الصين عام 1937، مشيرا إلى أن بلاده “يجب أن تعترف بوضوح أنها ألحقت ضررا هائلا بالصين، وأن تبدي ندمها الشديد على ذلك”.

فقد حظيت معظم أفلامه بنجاحات نقدية وإيرادات كبيرة في شباك التذاكر، كفيلم “الأميرة مونونوكي” (Princess Mononoke) عام 1997، الأعلى ربحا باليابان، والحاصل على 13 جائزة، وأول فيلم رسوم متحركة يفوز بجائزة أكاديمية اليابان.

https://youtu.be/ByXuk9QqQkk

تلاه فيلم “قلعة هاول المتحركة” (Howl’s Moving Castle) عام 2004، الذي تم ترشيحه لجائزة أوسكار، ونال 14 جائزة أخرى. ثم فيلم “مهب الريح” (The Wind Rises) عام 2013، الذي رُشح للأوسكار أيضا، وحصد 26 جائزة، وقوبل بنجاح نقدي وتجاري كبير.

https://youtu.be/6zhLBe319KE

وبعد تعاونه مع شركة والت ديزني، قدم ميازاكي أجمل أفلامه “رحلة تشيهيرو – المخطوفة” (Spirited Away) عام 2001، الذي حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما باليابان، متفوقا على فيلم تايتانيك. بالإضافة إلى حصد 58 جائزة، والفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.

أيضا أولت معظم أعمال ميازاكي اهتماما كبيرا بحماية البيئة، فبحسب مارجريت تالبوت “غالبا ما تعطي أفلام ميازاكي انطباعا بأنه لا يحب التكنولوجيا الحديثة، ويعتقد أن الكثير منها ضحل ومزيف، ويتمنى أن يأتي يوم لا مزيد فيه من الأبراج الشاهقة”.

وكان ميازاكي قد أخبر صحيفة نيويورك تايمز بأن فيلمه الجديد بعنوان “كيف تعيش؟” (?How Do You Live) مستوحى من رواية للكاتب غينزابورو يوشينو، صدرت عام 1937، وفقا لموقع “إن إم إي”.

وعلل ابنه غورو (المخرج السينمائي أيضا) رجوع والده عن قرار التقاعد، قائلا “إنه يفعل ذلك لكي يعيش، ولأنه لا يمكنه التوقف عن الإبداع”.

المصدر: الجزيرة نت

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد