الأخبار

حقوق الحيوان في ظل الحروب والازمات Animal welfare during crises

253

حقوق الحيوان في ظل الازمات
Animal welfare during crises

ان الحرب العبثية كما وصفها الجنرالين المتصارعين الان في السودان و التي تجري رحاها في ولاية الخرطوم بشكل اساسي وهي معركة كسر العظم المنتصر فيها خاسر كما وصفها كل المحللين (فعندما تتصارع الافيال تموت الحشائش بلا ذنب).

كل المحللين في مختلف الوسائط الاعلاميه ومنصات التواصل الاجتماعي يتحدثون عن انتهاكات حقوق الإنسان تحت ظل هذه المعركه الضارية والتي يستخدم فيها كل انواع الاسلحه بلا رحمة ولا وازع ديني او اخلاقي داخل المدن يتحدثون عن الارتفاع المحتمل لعدد الضحايا خاصة من المدنيين الأبرياء وفقدان الامن والامان وعدم الحصول علي الغذاء والشراب والعلاج للانسان الذي كرمه الله فما بالك بالحيوان الذي يمثل احد حلقات السلسله الغذائيه في الامن الغذائي للانسان في هذا الظرف العصيب وكيف تعاني هذه المخلوقات في ظل هذه الظروف القاسيه.

فاين جمعيات الرفق بالحيوان والمنظمات التي تحمي حقوق الحيوان واين الناشطون في مجال الرفق بالحيوان علي المستوي المحلي والاقليمي والدولي.

فمن المؤكد ان الحيوانات الان في ولاية الخرطوم المنكوبه والمناطق المحيطه بها قد تتعرض لأسوأ حالات الانتهاكات في حقوقها الاساسيه.

فمن المعروف ان هذه الحرب سيكون لها اثارها السلبيه علي المدي القريب والمتوسط والطويل في النواحي الاقتصاديه والاجتماعيه والانسانيه وعلي مستوي البني التحتيه لا يعلم مداها الا الله حيث ان هذه المعارك الان تدخل في اسبوعها الثالث ولا بعلم احد عن متي ستنتهي ولا كيف ولا من المنتصر او المهزوم.

ان اعداد الثروة الحيوانية في ولاية الخرطوم وحدها تقدر بما لا يقل عن مليون وحده حيوانيه من مختلف الفصائل الحيوانيه فمثلا تعداد الأبقار وحده لا يقل عن ٤٠٠ الف راس علما بانها تمثل المصدر الاساسي للالبان واللحوم لسكان الولايه حيث لا تكفي هذه الأعداد حوجة السكان للاستهلاك المحلي من هذه المنتجات.

انا بصفتي طبيب بيطري وناشط في مجال حقوق الحيوان والرفق بالحيوان اعلم مدي ما تعانيه هذه الحيوانات في ظل هذه الظروف.

فالحيوانات لها تشريعات legislations وقوانين لحماية حقوقها من الانتهاك ونحن كاطباء بيطريين في السودان لدينا تشريعات تصدرمن المجلس البيطري السوداني لحماية حقوق الحيوان وايضا تشريعات تخص اخلاقيات مهنتنا العظيمة تحتم علينا التدخل والتمسك بهذه الأخلاقيات من اجل تخفيف معاناة هذه الحيوانات في السلم وقبل الحرب وأثناء الحرب.

فمن المؤكد ان هذه الحيوانات الان تعاني من نقص في الغذاء الكافي والشراب والعلاج والادويه ونقص في الشعور بالامان والتحرك بحريه.

فالحيوانات لها حقوق اساسيه في تشريعات وقوانين الرفق بالحيوان حيث لها خمسه حقوق وحريات يجب ان لا تنتهك لا في السلم ولا في الحرب تتمثل في حقها في الحصول علي الغذاءالمتكامل والشرب بشكل كافي والحصول علي الماوي المريح الصحي والحصول علي حرية الحركة والتنقل بشكل طبيعي في محيطها والشعور بالامن والامان والحصول علي العلاج المناسب حتي لا تشعر بالالم.

هذه الحقوق الان في ظل هذا الوضع كلها منتهكه بشكل سافر واعلم تمام العلم انه حتي الانسان الذي كرمه الله الان لا يجد الغذاء والشراب والعلاج وحرية الحركه ولا الامن فما بالك بالحيوان المقهور الذي ربما يضطر للتعبير عن معاناته بشتي الصور مثل الهروب بعيدا عن مكان الخطر او مهاجمه كل من يعترض طريقه للحصول علي الاكل والشرب وليدافع عن نفسه بكل ما اتيح له من قوة اذا كان هذا الحيوان اليفا من بقرة او معزة او نعجة او قطة او كلبا او حتي حيوان مفترس حتي يعيش فلا احد يحب الموت

والكل يفر من الموت في مناطق الاشتباك ومن المناطق التي يحوم فيها شبح الموت الكل يتمسك بحقه في الحياة والحصول علي حقوقه كامله او بشكل نسبي.

انه ومن خلال تجربتي الشخصيه وتخصصي اشعر واحس تماما ما تعنيه هذه الحيوانات التي لها الشعور والاحساس بالخوف والالم و الجوع العطش والمرض مثل للانسان تماما

وفي ظل هذا الوضع الانساني المؤلم حيث تنعدم الادوية البيطرية بسبب اغلاق سوق الدواء بالعاصمة القوميه والتي تغذي بقية الولايات وبالتالي ستمتد المعانه الي لكل ولايات السودان في وقت فيه صار للحيوان له قيمة اقتصادية كبيره للمربين للذين ربما يفقدوا اعداد كبيره من قطعانهم بالنفوق الجماعي وهذا يشكل خسارة كبيره علي الاقتصاد القومي فيما بعد.

فهناك مواليد صغيره تعاني من حميات منقوله بالمفصليات المختلفه ستنفق في الحال وبإعداد مهوله وهناك حيوانات تعاني من الاسهالات والجفاف وللالتهابات علي مستوي الجهاز التنفسي مع نقص المحاليل الوريديه خاصة محاليل الكالسيوم فكلها تزيد من معدلات التفوق

هذا فضلا عن الاناث التي تعاني من حالات عسر الولادة والتي ان لم تجد التدخل بالتشخيص والعلاج السريع والمناسب جراحيا او غير جراحيا ستنفق الام والمولود معا وهناك حيوانات ستعاني من الام الجروح فلن تجد من بتعامل معها لصعوبة الحركة وصعوبة التواصل مع الاطباء المعالجلين او حتي صعوبة الحصول علي الادوية المخدرة ومعدات الجراحه وادوات الخياطه من خيوط وشاش طبي ومضادات حيويه وغيرها.

انا اتحدث باسم كل الزملاء في الحقل البيطري في السودان وباسم كل الناشطين في مجال حقوق الحيوان الرفق بها الذي حثنا ديننا الحنيف عليها فدخلت امراة النار في قطه لا اطعمتها ولا تركتها تاكل من خشاش الارض فماتت في كل كبدة رطبة اجر.

من هنا انقل صوتي لكل الحادبين والعاملين في مجال حقوق الحيوان من منظمات المجتمع المدني والجمعيات علي المستوي المحلي والاقليمي والعالمي لتقديم يد العون والمساعدة في تقليل هذه المعاناة والانتهاكات متي ما كان ذلك متاحا ممكنا في اقرب فرصه.

وادعو جنرالات وامراء الحرب في الكف عن ما يحدث ببلادنا حتي نجنبها ويلات هذه المعارك وما سيترتب عليها لاحقاو اسال الله ان بحفظ السودان واهله وان يعم الامن والسلام ربوع بلادنا الحبيبة ونقول لا للحرب نعم للسلام لا لسفك الدماء البريه في هذا الوطن الطيب

وبدل الطلقه عصفورة تحلق فوق نافوره ومحل السجن مستشفي وان ترفرف رايات السلام واغصان الزيتون في منازلنا وكل دور الحكومه رمزا للمحبة والسلام في وطنا يسع الجميع وطن حدادي مدادي فيه نتساوي في الحقوق والواجبات بعيدا عن العنصرية والعرقية والجهوية التي ستورد البلاد مورد الضياع والهلاك ارضا سلاح فالحصة وطن.

د.فيصل الزبير – كلية الطب البيطري
جامعة الخرطوم
٢٩ ابريل ٢٠٢٣

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد