الأخبار

حول موعظة أمين حسن عمر لإخوانه د.عمر القراي يكتب: برز الثعلب يوماً.. في ثياب الواعظينا !!

210

د.عمر القراي يكتب: برز الثعلب يوماً.. في ثياب الواعظينا

حول موعظة د.أمين حسن عمر لإخوانه !!

دهشت كغيري من القراء، حين قرأت كلاماً منسوباً للدكتور أمين حسن عمر، الأخ المسلم الأكثر ظهوراً، كمنظر في حركة الاخوان المسلمين، وحكومتهم البائدة.. والذي كان جم النشاط بعد سقوطهم، ينافح عنهم، ويهاجم قوى الثورة بشراسة.

ولقد تريثت عدة أيام، لظني أن الحديث قد يكون مفترى على أمين، فما يلبث إلا أن ينفيه. ولكني لم أر أي نفي ولهذا جاء هذا التعليق.

يقول أمين (منذ سقوط دولتنا أوصينا أخوتنا أن لا تظهروا عقب هذا السقوط المدوي وخروج الشعب بأكمله ضد نظام البشير وأن نترك الساحة بهدوء وننصرف في تنظيم أنفسنا وأن نعتبر اقصائنا من الحكم والمشهد برمته أمر رباني في اتنزاع الحكم ونسلم لحكم الله) (مقال أمين: وسائل التواصل الاجتماعي).

والحقيقة أنه منذ انقلاب البرهان في ٢٥ أكتوبر، وحل لجنة التفكيك التي بدأت بمصادرة الأموال، التي نهبها منسوبي النظام السابق، من أعضاء المؤتمر الوطني والاخوان المسلمين، وإعادتهم الى المناصب العليا، وارجاع أموالهم لهم، ظهروا في الساحة بكثافة.

وتمت لهم عدة لقاءات، ومسيرات، وخرجت بيانات باسم المؤتمر الوطني. وكان دكتور أمين حسن عمر، من أكثرهم ظهوراً في الإعلام المسموع والمرئي، ومن أكثرهم كتابة.

فلا إخوانه سمعوا هذه النصيحة، وصمتوا، ولا هو نفذها، فلماذا هذا الكذب وهذا الخداع؟!

وإذا كنتم تنظيم قام على أساس الدين الإسلامي، وكنتم قد طرحتم لمدة ثلاثين عاماً مشروع حضاري يقول على تطبيق الإسلام على الحياة، ثم خرج عليكم الشعب بأكمله، أليس حرياً بكم أن تفكروا في خطأ هذه الفكرة التي تعتنقونها، بدلاً من أن تفكروا في إعادة تنظيم أنفسكم ؟! الحقيقة أنكم لم تفكروا إلا في الرجوع للحكم.

ورأيتم في البرهان المطية المناسبة لهذا الغرض، ولذلك هللتم لخطابه الأخير، الذي كتبتوه له أنتم، والذي أعلن فيه انسحابه من المفاوضات. وركزتم في دعمكم لخطابه على الإسراع في الانتخابات، لتتم بعجلة مريبة، وأموال الشعب في ايديكم، وحكومة البرهان في جيبكم، حتى تزوروا الانتخابات وتأتوا الى السلطة، بالشرعية التي فقدتموها بالثورة الشعبية التي اطاحت بنظامكم الفاسد.

يقول أمين (الثوار الذين مهروا هذه الثورة وما زالوا بالنفس والنفيس فيا سادتي لن يهزموا وإن تكالبت عليهم جيوش الأرض فعزيمة هؤلاء الشباب بحق الله ابهرتني فهذا الجيل الذي تربى على أيدينا ومنهم ابن القيادي والوزير والمدير ويحمل افكار وتعاليم الحرية والسلام والعدالة وتداول السلطة سلمياً وحب الوطن بهذه الدرجة له التقدير والتبجيل والاحترام) (المصدر السابق).

هاهو د. أمين حسن عمر يشيد بالثورة وشبابها، بعد أن كتب قبل أيام يهاجم أخاه في التنظيم المحبوب عبد السلام، لأنه أشاد بالثورة، ونقد تنظيمه بسبب الأخطاء التي ادت الى سقوطه، في مقال بعنوان (العجز عن التغيير لا بل عن فهمه).

وكانت كتابة أمين تؤكد للمحبوب، إن قوى الثورة هم الشيوعيون والبعثيون والجمهوريون، وهؤلاء يجب أن يكونوا أعداءه، ويجب عليه أن يطبق فيهم عقيدة الولاء والبراء!! وكنت قد علقت على مقال أمين بمقال من ثلاث حلقات بعنوان (بين المحبوب والمرعوب: هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟) فلتراجع هذه المقالات.

وحين اشاد أمين بشجاعة شباب الثورة، نسبها إليهم، وزعم أن جيل الثوار تربى على أيديهم !! والحق أن معظم الشباب ولدوا وتربوا في فترة حكم الانقاذ.

ولكنهم لم يتربوا على أيديهم، ولم يتبعوا أفكارهم، أو مناهجهم، أو اخلاقهم، وإنما تعلموا من أخطائهم، وبضدها تتميز الأشياء..

فقد رأوا النافذين في حكومة الاخوان المسلمين، يعيشون الإسلام مظاهر في اللحية الطويلة، والثوب القصير، والصلوات في المساجد.. ولكنهم في حياتهم يمارسون الكذب، والسرقة، والتضليل، والفسق، والفجور، وكل أنواع الرذائل.

فاستطاعوا بذكائهم الفطري أن يميزوا بين الدين ومظاهر الدين، التي تستخدم للتضليل باسمه.

هؤلاء الشباب يؤمنون بالحرية، وأنتم أنشأتم أجهزة الأمن لكبت الحريات، وتعذيب الشرفاء في المعتقلات واغتصاب الرجال والنساء من المعتقلين. وهم يؤمنون بالسلام وأنتم أشعلتم الحروب في جنوب السودان، ودارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق. وتظنون جهلاً وهوساً أنها كانت الجهاد الذي أمر به الإسلام.

الشباب يريدون العدالة، وأنتم ذبحتم العدالة، يوم إنقلبتم على النظام الديمقراطي في يونيو ١٩٨٩م، ويوم انقلبتم بواسطة البرهان على الثورة يوم ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م، ويوم صنعتم لقياداتكم حصانات يفلتون بها من المحاسبة.

الشباب يؤمنون بتداول السلطة سلمياً وأنتم تؤمنون بالاستيلاء على السلطة والانفراد بها لثلاثين عاماً!! الشباب يحبون الوطن، وأنتم لا تعترفون بوجود الوطن!! وإنما قسمت فكرتكم الأرض الى دار الحرب ودار الاسلام، فمن ليس معكم في جماعتكم، أنتم حرباً عليه، ولو كان في وطنكم.

والذي معكم في جماعتكم، يعتبر أخ لكم، ولو كان في افغانستان !! ألم تحاربوا مع القاعدة في افغانستان، وقتلتم السودانيين في دارفور؟!

يقول د. أمين مخاطباً جماعته (وأنا أرى زعزعة المرحلة الانتقالية من صنيع كوادرنا وأرى تصحيح المسار في الخامسة والعشرين من أكتوبر انقلاب بطعم الهزيمة القاسية لكم)(المصدر السابق). ولكن زعزعة المرحلة الانتقالية لم تكن أمراً سهلاً، كما حاول أمين أن يصوره لنا.

فقد شملت إخفاء السلع الضرورية ورمي الدقيق في نهر النيل لخلق أزمة الخبز، واغلاق الميناء، وقفل الطريق، مما عطل وصول سلع ضرورية، وأدوية، ومدخلات انتاج، أفقدت الدولة الملايين، وخربت الاقتصاد الوطني..

فلماذا لم يعترض عليها أمين في وقتها، ويذكر أنها جريمة ترقى عقوبتها للإعدام، وهي عند الله من الفساد في الأرض؟! وما هو الداعي لها غير عدم صبر الاخوان المسلمين على الهزيمة، ومحاولتهم الرجوع، ولو على حساب قوت الناس ومعاشهم ؟!

ويختم د. أمين مقاله بقوله (فلا خوف على السودان من أي فكر ولا مسخ مستورد فشعب السودان مجبول على حب الله والرسول صلى الله عليه وسلم ورأينا ذلك في ساحات القيادة حين اقام الثوار صلاتهم التي تجاوزت الأربع مليون مصلي ورأينا حلقات تلاوتهم وحتى كيف يسيرون الشهداء بالتكبير والتهليل رحمهم الله وجعلهم في جنات النعيم) (المصدر السابق).

فهل قام البرهان بمجزرة القيادة دون استشارة التنظيم؟! ومن الذين شاركوا في مجزرة القيادة العامة، كتائب الظل، التي اشاد بها أخوك وزعيمك علي عثمان محمد طه، وقال أن توجيهكم لها هو “اضرب لتقتل” !!

هذا الشعب المحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء الشباب الذين كانوا يصلون في ساحة اعتصام القيادة، هجمتم عليه في حرمة شهر رمضان المعظم، وقتلتموهم شر قتلة. واغتصبتم الحرائر، ورميتم الجثث في النيل، وحرقتم خيامهم، ومحوتم لوحاتهم الفنية. فإن قلت إنكم لم تفعلوا ذلك، وإنما فعله البرهان، نقول لك البرهان هو حسب قولك في مقابلة تلفزيونية زعيم المؤتمر الوطني في منطقة نترتي، حيث كان المعتمد، وكل معتمد أو والي هو زعيم المؤتمر الوطني في منطقته حسب شهادتك.

نعم لا خوف على السودان من أي فكر مستورد، خاصة إذا كان مستورداً من حركة اجرامية، مردت على الاغتيالات، والتنصل عن مسؤولياتها، مثل حركة حسن البنا في مصر. ولأن شعب السودان يحب الله ورسوله، فإن الله حاميه منكم، وراد لكم كل كيد تكيدونه في نحركم. ومؤيد شبابه عليكم وعلى العساكر والمليشيات، وناصرهم عليكم.

إن د. أمين حسن عمر، لا يصدق كلمة مما كتبه في هذا المقال. ولكنه تبادل أدوار: البرهان يختطف السلطة، وبيانات التنظيم تؤيده، وأمثال د. أمين يحاولون استرضاء الثوار، وخداعهم حتى لا يفقدونهم تماماً، إذا فشلت مساعيهم في سحق الثورة، واخمادها بقتل الشباب والشابات، واعتقالهم وتعذيبهم.. فهذا تنظيم اخطبوطي لا يرعى عهداً ولا ذمة، يعمل في جميع الاتجاهات، ليعود للسلطة ليبطش بالشعب، وينهب ثرواته من جديد!!
مخطئ من ظن يوما إن للثعلب دينا

نقلا عن سودان4 نيوز

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد