الأخبار

خطاب البرهان .. اللعب على كل الحبال

77

خطاب البرهان .. اللعب على كل الحبال

البرهان فى حطاب (الصورة متداولة مواقع إخبارية)
هشام عباس

لكونه معزول على الصعيدين الداخلي والخارجي دأب البرهان منذ انقلابه فى ارسال الرسائل التى يريدها عبر مخاطبات مصنوعة او مناسبات عامة من داخل حاضنته القوات المسلحة فالبرغم من مرور عام كامل على انقلابه لم يتجرا حتى اللحظة فى مواجهة شعبه ويوم فعل كانت مناسبة اجتماعية تخص اهله وقريته .

خطابه الاخير لم يخرج من هذا الاطار حين قرر توجيه رسالة لكل الاطراف الداخلية والخارجية جمعوا له قواته وداخل مقر عسكري ليطلق العنان من هناك لنفسه ورغم ان الخطاب فى ظاهره متقدم نوعا ما عن شكل واسلوب المخاطبات او الرسائل السابقة الا ان باطن الخطاب مجرد لعب على الحبال .

اولا : الظاهر فى حديثه عن النظام السابق وحددهم اسما ( الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني ) انه الاكثر حدة ووضوح منذ انقلابه , صحيح انه كان يردد دوما جملة ( عدا المؤتمر الوطني ) لكنه هذه المرة كان اكثر حدة فى خطابه ( حكمتم 30 سنة وخربتوا البلد كفاية عليكم ولن تعودوا .. لن نسمح لكم باستخدام الجيش للعودة )

لكن ظاهر الحديث ينفيه واقع الحال لان عودة ذيول النظام السابق واعتماده عليهم كحاضنة وتحريكهم ضد المكون الثورى والاحزاب المدنية امر ملحوظ ويردده الشعب السوداني كله وهذا يعني ان رسالته هنا موجهة للخارج وخصوصا المحاور وليس الداخل اذ يبدو من موقف الرباعية والضغوط التى يتعرض لها البرهان ان هناك تخوف دولي واقليمي من عودة النظام السابق .

ثانيا : لاول مرة منذ الانقلاب يعود البرهان الى مخاطبة الطرف الاخر وتحديدا القوى المدنية بشكل اكثر ليونة وقبول وهو يصفهم بالوطنين ( قلبهم على البلد ) وعلى ما يبدو انه رسالة اشبه بمحاولة اخيرة لمد الجسور مرة اخرى مع معارضيه احزابا وقوى ثورية .

ثالثا : حديثه عن الخطوط الحمراء وتحديدا القوات الامنية ليس بجديد فهو يعلم اين يقف ومن يخاطب وهو ادرى بحال قواته وانتماءهم للنظام السابق والبرهان طوال وجوده على رأس الجيش بعد اسقاط البشير يعلم انه مهدد من الداخل وليس الخارج وليس بغريب عدد المحاولات الانقلابية التى فشلت منذ سقوط البشير وليس خافيا على احد ان كيزان الجيش لن يتورعوا فى ارتكاب عملية انتحارية جديدة بانقلاب جديد يكون ضد البرهان نفسه وهو يحاول بث الاطمئنان فى نفوسهم من خلال هذه الرسالة .

خطاب البرهان اشبه ببالونة اختبار سيبنى عليها ردة فعله فى القادم ,, سينتظر ليرى موقف المحاور والمجتمع الدولي ومدى قبولهم برسالته ويكسب نقطة ايجابية ويحول الضغوط على القوى المدنية فى اتجاه تسوية او ان يمارس حماقة جديدة من حماقاته المتعددة اذا كان الخطاب بلا اثر ايجابي لصالحه .

نقطة اخيرة :
البرهان لا يعمل على اعادة النظام السابق كما يعتقد البعض فهو لا يهمه امر النظام السابق ولا الكيزان ما يهم البرهان حاليا واكثر من اى وقت مضى موقفه الشخصي وسلامته الشخصية وخروج امن يسعى له ومن اجله قام بالانقلاب واتخذ الوطن رهينة مقابل سلامته ,, اعوان النظام السابق والوجوه الطفيلية هو يستخدمهم ككرت ضغط على القوى الثورية لقبول الامر الواقع وكورقة تخويف للمجتمع الدولى والمحاور ليقبلوا بما يسعى له ولا يفرق معه ابدا ان يرمي كل الملتفين حوله من نظام سابق وطفيلية وحركات مسلحة فى سلة القمامة فى اى لحظة يجد فيها فيها مسعاه .

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد