الأخبار

د.محمد صديق العربي: مصر يا اخت بلادي يا شقيقه

57

مصر يا اخت بلادي يا شقيقه

من الأسافير – أبعاد برس

د.محمد صديق العربي

حينما شدى الراحل المقيم الكابلى بأغنية آسيا وأفريقيا للشاعر الراحل د. تاج السر الحسن والمشهورة بمصر يا أخت بلادي، كأنه يوصي القادمين بمصر، وتعلق السودانين بمصر قديما وتاريخ طويل من العلاقات والحب ولن تؤثر عليه المطبات العابرة الوقتية.

في بدايات الغربة منذ أكثر من عشر سنوات وكحال اي انسان يترك وطنه ويهاجر سوف يحتك بشعوب وثقافات مختلفة عما تركه خلفه وقابلت طبيب عمل بالمكان الذي اختاره لى الله، بعد أن ضاق بنا ذرعا في وطننا، قال (يا محمد انا مغترب منذ أكثر من ثلاثين عام وانت في يومك الأول في عامك الأول سوف أعطيك خلاصة ما توصلت إليه بالتعامل مع الغير سودانيين، السوداني لن يجد في كل شعوب العالم احن وارق إليه من المصريين مهما بدا لك الأمر ستجدهم اقل حدة تجاهك من بقية الشعوب العربية تجاهنا) وضرب بذلك مثلا كشعب الشام خشني التعامل ولو من وراء حجاب.

وبعد الانتفاضة الشعبية ثارت الاسافير تحمل الشقيقة مصر الكثير وساعد في ذلك أيضا الإعلام المصري الموجه في فترة سابقة وكذلك لم يقصر بعض الكتاب السودانيون في الإثارة بتصوير مصر كسارق موارد السودان وتعلب المخابرات المصرية بالسودان، ولكن يجب أن نقابل الإحسان بالشكر وهل من منكر اليوم بعد أن ساء بنا الأمر وتقطعت بنا السبل وأصبحنا مشردين بدون إعلان رسمي، بعد أن توقفت عندنا الخدمات وانفلت امننا لم نجد حضن أكثر دفئا من مصر واقتسمنا معهم الخبز والأرض والأمان والتعليم وحسن الجوار،

وبالرغم من انتشار سلوك غير حميد لبعض السودانين في مصر مؤخرا إلا أن التوجيهات العليا للدولة هناك أعلنت بتعامل السودانيين كالمصريين وتخفيض رسوم التعليم في مصر حتى أصبح ارخص من السودان وهاجرت الملايين إلى هناك ولم يشكو أحد بأنه ظلم بها وصدق الله العظيم بقوله (ادخلوا مصر آمنين).

وعلى الذين يسوقون بأن مصر تنهب موارد السودان فهم مخطؤن نحن ضعيفي البنية التحتية وعديمي العمال المهرة ، لا نقوم بالتصنيع ولا التسويق العالمي لمنتجاتنا ولا نرمي اللوم على الآخرين وخاصة في فترة الحصار لم يكن هناك انسب من انسياب منتجاتنا تجاه الشمال مما يعظم الفائدة أكثر من بيعها كلها بالداخل مما يشجع المنتجين والمزارعين على زيادة منتجاتهم وفلاحة أراضيهم.

وما يحدث او حدث في السودان الان هو رسالة قوية لمصر بأن اي خلل او شر يصيب السودان مصر هي اول الدول تاثرا بذلك، ولتساعد الجارة مصر على استعادة الحكم المدني الذي يطالب به جميع فئات الشعب حتى تنطلق التنمية والازدهار ورفاهية شعبي وادي النيل فاستقرار السودان فيه مصلحة عظيمة للشعبين.

د.محمد صديق العربي – 9 يونيو 2022 م

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد