الأخبار

“رجل المناطيد”.. من هو عالم الصين الذي “حير” الأمريكيين؟

رجل المناطيد الصيني

63

متابعات – سكاي نيوز عربية

يعكف مسؤولو الاستخبارات في الولايات المتحدة، على إجراء المزيد من البحوث بشأن المنطاد الصيني الذي دخل أجواء البلاد ثم جرى إسقاطه، بعدما أحدث أزمة بين واشنطن وبكين، فيما بدأت الأنظار تتجه إلى العالم الصيني المرموق الذي قام بتطويره.

وكانت وزارة التجارة الأميركية قد فرضت عقوبات على 5 شركات صينية إلى جانب معهد بحثي، على إثر الاشتباه في صلة تلك المؤسسات بما قيل إنه برنامج بكين للتجسس من علو كبير.

وبحسب مجلة “نيوزويك” الأميركية فإن أكثر من نصف المؤسسات الجديدة المشمولة بالعقوبات، لديها علاقات مع العالم الذي طور المنطاد.

وبموجب العقوبات التي جرى فرضها من الولايات المتحدة، فإن الشركات الصينية لن تستطيع الوصول إلى السلع والتقنيات الأميركية بدون إذن مسبق.

ولم تشر السلطات الأميركية بالاسم إلى العالم الصيني، فيما أوضحت أنها فرضت العقوبات على الشركات بسبب دورها في إمداد الجيش الصيني بمعدات وآليات للتجسس والاستطلاع.

“رجل المناطيد”.. من هو عالم الصين الذي “حير” الأمريكيين؟

والرجل المثير للجدل هو الباحث الصيني المرموق في جامعة بيهانغ، وي زي، الذي يرجح أن يكون واحدا من ألمع عقول التقنية والابتكار في البلد الآسيوي.

ولد وي زي في إقليم شانشي شمالي الصين، عام 1957.
برز بشكل كبير في بحوث الفضاء، لا سيما الفضاء القريب، أي الحيز الموجود فوق مستوى تحليق الطيران التجاري، لكن أسفل المنطقة التي توجد فيها أقمار اصطناعية.

تولى العالم الصيني هذه المهام لثلاثة عقود، وقبل أربع سنوات، كشف البروفيسور الصيني المختص في صناعة الفضاء، عن جسم طائر مسير يستطيع التحليق حول العالم، بما في ذلك أميركا الشمالية.


نال الباحث الصيني شهادة الدكتوراه في تخصص الميكانيك البنيوية عام 1988، في المؤسسة التي أصبحت تعرف حاليا بمعهد “هاربن” للتكنولوجيا. وهذا المعهد مؤسسة مشمولة بالعقوبات الأميركية المفروضة سنة 2020، بسبب ما اعتبرته واشنطن دورا منه في تحديث منظومة الجيش الصيني.

في عام 1991، بدأ الباحث وي زي التدريس في معهد “بيهانغ” الذي خضع لعقوبات أميركية، للأسباب نفسها المتعلقة بالتعاون مع الجيش الصيني، وكان ذلك في 2010.


في أغسطس 2019، قال الباحث وي زي في تصريح لصحيفة “ساوثرن ديلي” المملوكة للحكومة في الصين، إنه أطلق مع فريقه جسما طائرا مسيرا حتى يبحر حول الأرض.

وللمصادفة، فقد جرى فرض العقوبات على الشركات الصينية الست في العاشر من فبراير الجاري، أي في اليوم الذي يصادف عيد الميلاد السادس والستين للعالم الصيني.

وتقول تقارير غربية في الوقت الحالي، إن الجسم الطائر الذي تحدث عنه الباحث قبل سنوات، يحلق بالعلو نفسه الذي لوحظ في المنطاد، لكن السلطات الأميركية لم تؤكد شيئا بهذا الصدد حتى الآن.


وتنظر الولايات المتحدة بكثير من الارتياب إلى الصعود الصيني المتسارع في مجال التقنية، فيما تشتد المنافسة على نحو محموم بين الدولتين العظميين.

وبحسب تقديرات جامعة “جورج تاون”، فإن عدد الحاصلين على شهادة الدكتوراه في تخصص العلوم بالصين، سيصل في سنة 2025 إلى ضعف عدد الخريجين في الولايات المتحدة.

رصدوه منذ البداية


كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، الأربعاء، أن الاستخبارات الأميركية كانت على دراية بشأن تحرك المنطاد الصيني، منذ لحظة إطلاقه، فحرصت على مراقبته عن كثب، إلى حين عبوره أجواء الولايات المتحدة، واتخاذ قرار بإسقاطه.

ويأتي هذا التقرير، فيما كان البيت الأبيض قد واجه اتهامات بـ”التأخر” و”الارتباك”، لأن المنطاد دخل المجال الجوي الأميركي وظل يتحرك فيه لأيام قبل إسقاطه.

وأوردت الصحيفة أن وكالات المخابرات، إلى جانب الجيش الأميركي، كانت على اطلاع بشأن المنطاد منذ أن جرى إطلاقه من قاعدة في جزيرة هينان، على مقربة من الساحل الجنوبي للصين.
ولاحظت السلطات الأميركية أن المنطاد سلك مسارا قاده إلى أجواء جزيرة غوام التابعة للولايات المتحدة، غربي المحيط الهادئ.


من جانبها، ردت السلطات الأميركية بأنها تفادت إسقاط المنطاد في بعض المناطق تفاديا لمخاطر السقوط المحتملة، فيما تحدثت تقارير أخرى عن تأخر الخطوة بدافع رصد الإشارات المنبعثة من المنطاد ومعرفة المزيد عن طريقة تحركه.

لكن هذا المنطاد الذي كان يتجه شرقا، تحول فجأة إلى الشمال، بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن عدد من المسؤولين الأميركيين الذين لم يجر ذكر أسمائهم نظرا لحساسية الملف وكونهم غير مخولين للحديث عن الأمر بشكل رسمي.


ولا يعرف مسؤولو المخابرات الأميركية، على نحو جازم، حتى الآن ما إذا كان ذلك الانحراف حصل على نحو تلقائي، أم إن الأمر كان مخططا له، بشكل مسبق.

وأضافت الصحيفة أن تحليلات الأميركيين في الوقت الحالي منكبة على معرفة ما إذا كان المنطاد قد انحرف عن مساره الأصلي على نحو غير متعمد، أي ما قالته الصين في روايتها الرسمية بشأن ما وقع.

وعقب ذلك، طار المنطاد الصيني فوق جزر “أولويتان” التابعة لولاية ألاسكا، على بعد آلاف الأميال من جزيرة غوام، ثم انحرف إلى أجواء كندا، حيث قابلته رياح شديدة يفترض أنها دفعته إلى الجنوب؛ أي إلى أجواء الولايات المتحدة تحديدا.

لحظة إسقاط البالون الصيني

وقال مسؤولون فيدراليون إن بالون مراقبة صينيًا سقط قبالة سواحل كارولينا الجنوبية، في وقت سابق من الشهر الجاري، يعتقد أنه يجمع معلومات استخباراتية، وكان حجمه يعادل حوالي حجم ثلاث حافلات. وبالمقارنة، يُعتقد أن حجم الأجسام اللاحقة، التي لم تُنسب إلى بلد أو كيان معين، أصغر بكثير.


وفي الرابع من فبراير الجاري، قامت الولايات المتحدة بإسقاط المنطاد على ساحل ولاية كارولينا الجنوبية، وكان ذلك بعد أسبوع من عبوره أجواء ألاسكا.

أول تعليق من بايدن بشأن “الأجسام المجهولة” بعد إسقاطها

نفى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، أن يكون لدى الولايات المتحدة ما يؤكد أن الأجسام الثلاثة التي تم إسقاطها في المجال الجوي لأميركا الشمالية، مرتبطة ببرنامج بالون التجسس الصيني، ومن المحتمل أن تكون من كيانات خاصة لا تقف وراءها حكومات، حسبما نقلت عنه شبكة “سي أن أن” الأميركية.

وقال “بايدن” من البيت الأبيض: “لا نعرف حتى الآن بالضبط ما هذه الأجسام الثلاثة، لكن لا يوجد الآن ما يشير إلى أنها مرتبطة ببرنامج بالون التجسس الصيني، أو أنها كانت مركبات مراقبة من أي دولة أخرى”.

وقال الرئيس الأميركي إنه يخطط للتحدث مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، بشأن هذه المسألة، مع إبقاء الحلفاء والكونغرس على اطلاع بأي مستجدات.

وأضاف: “التقييم الحالي لمجتمع الاستخبارات هو أن هذه الأجسام الثلاثة كانت على الأرجح بالونات مرتبطة بشركات خاصة أو مؤسسات ترفيهية أو بحثية تدرس الطقس أو تجري أبحاثًا علمية أخرى”.

ووفقا لـ”سي أن أن”، تعد هذه التعليقات أول تصريحات رسمية للرئيس حول الأجسام التي تم التقاطها من السماء، نهاية الأسبوع الماضي، فوق كندا والولايات المتحدة.

وكان المسؤولون حذرين من أن يتحدث الرئيس علنًا عن البالون الصيني حتى تم جمع مزيد من المعلومات حول الأجسام الثلاثة المجهولة التي تم إسقاطها في نهاية الأسبوع الماضي، بحسب “سي أن أن”.

وأكد بايدن أنه سيسعى لاكتشاف حقيقة هذه الأجسام وكيفية التعامل معها مستقبلا، قائلا: “آمل أن نصل إلى حقيقة الأمر، لكني لا أعتذر عن إنزال هذا البالون”.

وحذر بايدن أنه “رغم عدم وجود دليل يشير إلى أن هذه الأجسام قد تسبب خطرا، فإن أي شيء يمثل تهديدًا لسلامة وأمن الشعب الأميركي سأنزله على الفور”.

وأضاف أنه “ستتم مشاركة هذه المعايير السرية مع الكونغرس عند الانتهاء منها”.

ومن المتوقع أن يشهد، الأسبوع الجاري، إصدار بروتوكولات جديدة حول كيفية تعامل الولايات المتحدة مع كائنات مجهولة الهوية مماثلة في المستقبل.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد