الأخبار

ساندرا كدودة .. (التكتيك) بديلا عن .. (الديالكتيك)

112

مجاهد نايل

ساندرا كدودة .. (التكتيك) بديلا عن .. (الديالكتيك)

ديالكتيك ..
يضع الحزب الشيوعي، بين يديك آلات تُستخدم في تفكيك اي ظاهرة طبيعية إنسانية، حدثت زمان أو تحدث الان او ستحدث بعدييييين إحتمالا ..
وهي الات لا محالة ستمنحك الإمكان المستمر، لان التحليل المادي هو حقيقة معلومة ومجربة، لذا فإن عضو الحزب كفرد يملك عقلية، لو اتيحت لها فرصة كافية لصلح سائر الجسد، لكن كل احزابنا متأثرة بهيمنة السلطة وحكم العسكر أكثر من ستين سنة، احزابنا بعمرها الطويل لا تزال طفلة بمقياس التجربة ..
ويصبح أفراد الأحزاب، بهامش فرديا قادرين على قراءة الواقع بوضوح، ويظل يعيقهم (السستم) ..

فاروق كدودة ..
شيوعي يملك آلة التحليل و يعرف كيف يستخدمها ..
تم (فصل) البروف كدودة من الجامعة، وبرر المدير ساخرا كأنه فرعون، (والله حلمتُ في المنام أنني افصله ففصلته) ..؟؟
تخيلوا وقاحة السلطة ..
لكن البروف، قاوم القرار وبالطبع للبروف كدودة اسم وصوت مسموع، جرى خلف المحاكم وازعج الكيزان واثار ضدهم الهلع فأضطروا بعد مدة لارجاعه للجامعة، لكنه اول يوم عاد فيه إلى حوش الجامعة، ذهب مباشرة وقدم استقالته
نعم لقد نال حقه وكفى .

(بطل) المقاومة المدنية كان البروف فاروق كدودة
المناضل العتيق ..
و ليزيد من بهجة العدالة، حين سأله الصحفي مستفهما، كيف تركض خلف القضية سنينا، ثم بعد أن تكسبها في أول يوم (تستقيل) ؟؟
فأجاب (كدودة) بعد أن حلل تاريخ القضية ديالكتيكيا بسخرية ممتعة وكانت الخلاصة:

_ يعني دايرني أنتظروا يحلم في المنام أنه (يذبحني) !

هنا و الان ..
ماذا جرى يا ساندرا !؟

إذا سألتني انا ما الفرق بين ساندرا وابيها ..
ساقول (لا فرق) ..
تملك ساندرا كذلك قوة التحليل والاته، تعرف الظواهر المادية ومآلاتها ..
الفرق في (من) الذي يملك التحليل في القضايا، الفرق بين خط الحزب وخط الفرد ..
اي القضايا يكون الفرد حرا وفي اي القضية يكون الحزب ربا ..؟

فاروق كدودة في إدارته لقضية فصله من الجامعة، كان فردا و حرا ..
وكان الحزب في غياهب النضال تحت الارض، وكانت القضية اصلا فردية، رغم استهداف صاحبها بسبب الحزب باطنيا، لكن يظل ظاهريا صاحب القضية بروفسير فاروق كدودة
لذا استطاع أن يدير آلة التحليل الساخرة بحرية دون أن يطمس اي معلم من معالم النضال..

و ساندرا ابنة المناضل، لا تملك التنفيس عن شعورها بالغبن، وآلة التحليل في يد الحزب قد أحكمت وثاقها، ولان هذه قضية قومية ..
(فلا صوت يعلوا فوق صوت المركزية)

دائما تكون هذه الأحزاب كلها بطيئة من أعلى، نشيطة وفاعلة من أسفل القواعد، ودائما تفور جماهيرها وتنفعل وتظل القيادات مستكينة وراكدة، في المادة المحسوسة كلما قلّة الحركة، زاد التكلس واصبح التحرك اقسى، وكلما زاد التكلس توقفت الحركة تماما ..

جميع هذه الأحزاب دورة الدماء في الدماغ هامدة، رغم أن دورة الدماء في الجسم تجعله في طاقة كأنه مذبوح ؟؟
يفرفر وينتفض ويضرب بأرجله، ورأسه في الأرض خامده ..
ألم يلاحظوا صراخ الثورة:
(نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ) ..؟؟

لم تستخدم ساندرا الديالكتيك، لكنها تحت سقف الحزب، لم تجد من الآلات مسموح بها، سوى آلة (التكتيك) ..
فكيف إلا هكذا، لتفرغ غبنها المردوم من آثار جرح الجنجويد ..!!:

يا ساندرا ..
كلنا في الغبن واحد
لكن بعضنا يبحث عن (الوطن) …

طريق_المدنيه
أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد