الأخبار

سُرقت الثورة مرتين .. َوالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين

209

من الاسافير

مسرحية صناعة الحشود لمن ثار الشعب ضدهم .. هزلية الحرية والتغيير في التعامل مع أهداف الثورة

سُرقت الثورة مرتين .. َوالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين !!

إستغلال الوازع الديني المتأصل في نفوس الشعب السوداني بإسم الشريعة من قِبل التيار الإسلامي مهد الطريق أمام المشروع الإسلامي الحضاري أن يستمر لثلاثه عقود، وبدلاً من أن يستقر في نفوس الشعب السوداني ويدخلون في دين الله أفواجا، ويصلح حالهم حريه سلام َوعداله ومساواه

كما نادي الدين الإسلامي الحنيف بذلك كره ونفر الشعب السوداني والمتقين والوطنيين منهم ودخلوا في حرب مع المشروع إلى أن سقط نتيجه الفساد والظلم والممارسات التي لا تمت إلى الإسلام بصله هذه الممارسات وضعت مشروع الحركه الاسلاميه ما له وما عليه في مجاهر ومناظير وعدسات بعيون أربعين مليون سوداني للتقيم

هل يعيد شهر أكتوبر المجيد الممهور بدم الشهداء ورمز الثورات والإنتصارات تصحيح مسار الثوره من جديد خاصه في هذه الأيام الانقلابيون يدشنون عوده رموز النظام البائد بحشود مصنوعه إلى الساحه السياسيه في وضح النهار وعينك يا تاجر محمد طاهر إيلا من منفاه بالقاهره إلى شرق البلاد وقريباً أحمد هارون من محبسه إلى كردفان وما للرجلين من حسنات طغت على سيئاتهم في حقبه النظام البائد أتى بهما البشير في أواخر أيامه ينفخ بهما الروح في جسد المؤتمر الوطني المحتضر

وسُرقت الثوره مرتين في المره الأولى عندما قامت وهي ملتهبه إمتطي ظهرها أهل اليسار والأحزاب التقليديه وفشلوا في إداره الفتره الإنتقاليه بتكوين حكومة تكنوقراط تلبي طموحات الثوار والثوره نتيجه لهزلية الحرية والتغيير في التعامل مع أهداف الثوره بشفافيه

وسُرقت الثوره للمرةِ الثانية بواسطه الإسلاميين ورموز النظام البائد (وكأنك يا أبو زيد ماغزيت) تلاشت الثوره وتفرق الثوار ولجان المقاومه شذر مذر لإنشغال رموز الثوره والثوار بقضايا لا تمثل الهدف الذي أدى لقيام الثوره، وإصابه الجسم الذي يجمع قوي الثوره المتمثل في الحريه والتغيير بداء سرطان السلطه والمحاصصات والمناصب والأقصاء كل هذه المشاكل أحدثت فراغ ومناخ مناسب لعودة رموز النظام البائد إلى دفة الحكم بحماية من العسكر ولجنتهم الأمنية المنتسبة حزبياً إلى المؤتمر الوطني

عودة المؤتمر الوطني في هذا التوقيت إلى السلطة لا تخدم قضايا الثورة التي قامت من أجلها سودان المواطنة ودولة المؤسسات، وإصلاح معاش الناس والتنمية بصورة عامة، وإنعاش الاقتصاد بتحريك موارد الثروة الزراعية والحيوانية والمعدنية من ذهب وبترول ومعادن ثمينة أخرى لارتباط تنمية هذه الموارد بمصادر تمويل عالمية خارجيه وتبادل منافع ومصالح دولية وتسويق منتجاتنا في شكل صادرات وإستقبال تقنية علمية وخبرات وكوادر مؤهلة ومواد تعين على الإنتاج والنهضه في شكل واردات وبالتالي ينتعش الإقتصاد ويتعافي الجنيه السوداني،

وما يفعله وزير المالية دكتور جبريل بالشعب السوداني من ضرائب وجبايات هو نتاج طبيعي لسياسات إنتحارية خلفها إنقلاب 25 إكتوبر الذي مضى عليه العام ما هو إلا مولود أو حفيد غير شرعي من صلب إنقلاب 89

سيدفع الشعب السوداني ثمنًا غالياً لعزلةٍ دولية مرة أُخري مرهونة بشظف العيش والبؤس مع تصريحات السيد وزير المالية جبريل بإعتماده على أبواب السماء المفتوحة إلا أنه إعتمد بالدرجة الأولى على جيوب المواطنين المنفوخة بالتضخم، وأبواب وبركات السماء والأرض يا جبريل لا تُفتح (إلا للذين آمنوا وإتقوا) دون كذب ونفاق ونقض للمواثيق والعهود.

النذير عبدالله صلاح الدين – 3 (إكتوبر) 202‪2

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد