الأخبار

قصة الجنجويد ينحل !!

136

قصة الجنجويد ينحل !!
رشا عوض


الجنجويد لا يمكن حله بواسطة ثورة سلمية كثورة ديسمبر الا عبر عملية سياسية تتضمن مشروعا متوافقا عليه للإصلاح الأمني والعسكري غايته الوصول إلى جيش مهني قومي واحد، وفي ظروف السودان يتطلب تحقيق مثل هذا الهدف سلميا قبول آلية متدرجة تنجز هذه المهمة الصعبة بتمرحل زمني واقعي، أما من يمارسون المزايدات الثورية ويرددون ان عدم حل الجنجويد هو بيع لدم الشهداء وخيانة لاهداف الثورة، فإن من أوجب واجباتهم ان يشرحوا لنا بالتفصيل الممل كيف يمكن لمدنيين عزل وسيلتهم النضالية هي المظاهرات السلمية انت تتخذ قرارا بحل قوات عسكرية قوامها مائة ألف جندي وتنفذ هذا القرار؟


بداهة تنفيذ قرار حل الدعم السريع فورا يحتاج الى جيش كارب قاشو يفوق الدعم السريع عددا وعتادا عسكريا يحاربه ويهزمه ويخرجه من المعادلة السياسية بالقوة!


اتخذ الكيزان قرار حل الدعم السريع بالقوة كما افصح انس عمر وردد عبارته الشهيرة” الدمج السريع” فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة هي هذه الحرب التي دخلت اليوم شهرها الخامس ولا تلوح في الافق مؤشرات لحل الجنجويد ومحوهم من الوجود، بل ان المؤشرات بكل اسف تنذر بتقسيم البلاد وانحدارها إلى وضعية دولة المليشيات ومناطق النفوذ لو استطالت الحرب!


من اكبر آفات الثقافة السياسية هذه الرومانسية الشعاراتية التي تفترض ان الأشياء تتحقق بمجرد تمني تحققها او بمجرد الهتاف بها، هذه الرومانسية تعفي اصحابها من عناء التفكير في الوسائل والاليات، لا بأس فالناس احرار في تمنياتهم، ولكن من أراد أن يدلي بدلوه في السياسة الواقعية بل ويريد ان يوزع صكوك الصوابية الثورية ويستسهل اصدار احكام التخوين على الآخرين، فإن من أوجب واجباته تنوير الرأي العام بتصوراته الممكنة واقعيا حول كيفية تحقيق الشعارات، يعني ما تقول لي الجنجويد ينحل وتقوم جاري، والمسخرة ان المزايدة بموضوع الجنجويد وحله تصدر من الذين صنعوا الجنجويد!! والمسخرة الأكبر تحميل مسؤولية وجود الجنجويد في الساحة السياسية لقحت ومحاصرتها بوزرهم وكأنها هي من اوجدتهم من العدم! انها عمليات غسيل الكيزان وهي جريمة اكثر تهافتا من غسيل الأموال!

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد