الأخبار

تجربة شخصية .. كيف تُخلصي أبناءك من ضغط الامتحانات ؟!

❇️ لا داعِي للقلق إنَّها مُجرد امتحانات !!

66

من الأسافير

تجربة شخصية حول ضغط الامتحانات آلاء كردية

هذه مُختفيَة عَن الحَياة، والثَّانية أعلنَت حالةُ الطَّوارئ، وأُخرى صَوتها خرجَ ولم يَعُد.. الأجواءُ في المنزلِ مشحونَة، ليس هُناك أيُّ نشاط. لا يوجَد صوتٌ للحياة. ماذا يحصل؟

هل أصبَحنا في تشرنوبل فجأة؟

لا داعِي للقلق إنَّها مُجرد امتحانات، والتي حوّلناها للأسف لنقمة حتى بِتنا لا نَعي سبباً لوجودِها، لا أتكلّم عن المَدرسة أو المُعلِّم أو حتى عَن كلمَة امتحان.

بَل أتكلّم عن الاستِعداد للامتحان.

الاستعداد للامتحان ليسَ فقط أن يدرسَ ابنكِ، وبَعدها تُمسكي الكِتاب ويَقرأ لك ما حفظه غيباً، ثُمّ يغلق الكتاب ويقدّم الامتحان وانتهى الأمر. ولا يَعني كما اعتادَت الكثير من الأمّهات أن تُمسك مَعه المنهجَ حَرفاً حرفاً قبل الامتحانِ بيومٍ أو يومَين ويبدأُ صراعُ البَقاء.

ولا يعني البَحث عن أستاذٍ خُصوصيّ في اللحظة ما قبل الأخيرة. ولا يعني الاستعانَة بالأب والخال والعمة ولفيفٌ من الجيران للمساعدة في إنعاش مسألة الرياضيات هذه، أو قاعدة الإنجليزية تلك ولا يعني أيضاً أن يَدرس الطالب النجيب لوحده ويعتمد على نفسه كليّاً ولكن متى؟ ليلة الامتحان فقط

الامتحان هو اختبارٌ للطالب إن كان قد فهم المادة أم لا!!

حسناً، وما هو الحل؟

الحلُّ يبدأُ من اليَوم الأوَّل من المَدرسَة وليسَ الآن. لكِن لنَقُل أنّ الأوانَ لم يفُت بَعد فلِم لا نُجرِّب!! سأتكلّم عن الطُرق التي استَخدمتُها مع ابنتيّ (سابع وثالث) لأكثَرِ من سَنتين، وكنت أستخدمُها في المَدرسة والجَامعة، طَريقة لمنع الضغط يوم الامتحان: وهي ببساطة أن تتم دراسة المواد بشكل مستمر، واستغلال أوقات الفراغ، دون الحاجة لأن يكون هناك امتحان.

أيُّ شيءٍ غير مفهوم يجب فَهمه فوراً

المواد كما نَعلم تَراكميّة وخاصة الرّياضيات، فأيّ شيءٍ لَم يفهمهُ ابنكِ واستمرّ على ذلك فسَيؤثر على فهمِه للدرس التالي والتالي، وعَلى نَشاطِه وتركيزِه في الصَّف، وسيؤثّر عليه أيضاً وقتَ دراسةِ الامتِحان. فيجبُ تعويدَه على فَهم كلِّ شيءٍ يمُر أمامَه (لا أقولُ حِفظ)، كي لا يقعَ في هذه الحُفرة.

وذلك بتشجيعِه على سؤال المعلّمة بالصّف في لحظةِ عدم الفَهم، وإن لم يَفهم يطلُب من أحدِ الزملاء أن يشرح له، أو حينَ يعودُ للمنزلِ يبدأُ بالقراءةِ والتّركيز، وأضعفُ الإيمان هو سؤالُ الأهل.

لكِن عليهِ أن يعتادَ على اجتيازِ المراحِل الأولى كي يَستقلّ ويَعتمدُ على نفسِه ويشعُرَ بالمسؤوليّة. وهكذا حينَ يأتي يومُ الامتحان، يَبقى عليهِ التّركيز والحِفظ أو حلّ المسائِل وليسَ التعلّمَ من الصِّفر.

الدراسةُ للامتحان تَبدأ قبلهُ بأيّام

جاءَ يوم الاثنين ولا يوجد أيّ امتحان أو وظائف ليومِ الثلاثاء، وهناك ساعاتٍ ليأتي موعدَ النوم، تبدأ ابنتكِ بدراسة امتحان الخَميس، تحفظُ معاني الكَلمات مثلاً أو قَواعد العربيّة أو درسَ التاريخ، وتتأكّد مما لا تفهمه، وهكذا حين يأتي يومُ الأربعاء لا تركضُ في المادّة ركضاً، أو تضغطَ نفسها لساعاتٍ وساعات، أو تضطر للاستيقاظ في الرابعة فجراً . هذا إن لم يكًن لديها وظائف كتابية أُخرى فهُنا الموتُ البطيء.

في أيام العطلة كُلّ شيءٍ له حقّه

يومَي العُطلة لا يَعنيان الرّاحة التّامة، واللعبَ المُتواصل، والجلوسُ على التلفازِ والهاتف طوالَ الوقت. إن كانَ هُناك امتحانٌ كبير فتتم دراسته، أما إن لم يكُن فسيدرسُ ابنكِ مقتطفاتٍ من امتحاناتِ الأسبوع القادم. وسيجدُ وقتاً للرّاحة خلال الأسبوعِ أيضاً.

في البدايَة سيكونُ الأمرُ صَعباً، وسيكونُ عليكِ التّذكير والتّذكير طوالَ الوقت، أضمنُ لكِ عزيزتي أنه سيكونُ هُناكَ الكثيرُ مِن التذمّر، لكن مع الأيّام ستعلمُ ابنتكِ أنّكِ على حَق، وستجدُ أنّ أسبوعَها مرَّ بشكلٍ لَطيف، حتى أنّ عُطلتها الأسبوعيّة غير مُزدحمَة لأنها تعلّمت النّظام، سيؤثّر ذلك أيضاً على نَشاطِها في الصّف لأنها غير متوتّرة بشأنِ امتحانٍ قاِدمِ أو بشأنِ شيءٍ لم تَفهمه.

بالتأكيد لَن يكونَ الأمرُ وردياً، بل ستظلّي تسألي عن امتحاناتِه القَادمة وفي أيّ يوم وكَم بقي له وستساعدينه في تنظيمِ وقته.

جميع ما ذكرته يُمكن تطبيقه على الواجبات، وعلى الأبحاث والمشاريع المدرسية وليس فقَط على الامتحانات، خاصّة إن توفّر نشرةً أسبوعيّة، فسيكونُ الأمرُ أسهل بكثير.

جميل أن تكافئيهم في يومٍ بمنتصفِ الأسبوعِ بمشوارٍ عائليٍّ مفاجئ، فهُم يَعلموا أنهم قد أنهَوا امتحاناتِهم وغير مضغوطين كبقيّةِ زملائهم، ولديهم الوقتَ للخروجِ والتنزّه دونَ أي ضغط.

علّمي أبناءكِ أنّنا لا نعلمُ ما تحملهُ لَنا الأيّام، فمنَ المُرجّح أن نلتزِم بمناسبةٍ عائليةٍ فجأةً خلالَ الأسبوع، أو يمرضُ أحدُهم أو حتّى يخطُر لَنا الخروجَ للتنزه، فلمَ لا يكونُ أسبوعَنا سَلساً ومنظماً.

ولا تَنسي أنكِ بذلك تستطيعين تسجيلهُم في رياضة أو كورس في منتصفِ الأسبوع، دون الشعور بالخوفِ من الدراسة.

وفي النّهاية، سأُعطيكِ حيلةً لعقابٍ ظريف تمت تجربته مع ابنتيّ ونتائجه كانت ممتازة:

فلنفرض أنك طلبتِ من ابنتكِ دراسة امتحان الخميس منذ أيّام وكان لديها الوقت، لكنها فضّلت هدرَ الوقتِ هُنا وهُناك، ولم تَستمع إليكِ، لا تَنزعجي بل انتظري ليأتِي يومُ الأربعاء واقترحي الخروجَ للتنزه أو التسوق لمن أنهى دراستَه فقط، وهنا ستتعلّم الدّرسَ جيداً وستفكّر ألف مرّةٍ قبلَ أن تتجاهل نصيحتك، والتي بالنهاية هي لمصلحتِها ولَن يؤثر عليكِ الأمرُ شيئاً. كلُّ شخصٍ يتحمّل مسؤوليّة أفعالِه.

أتمنّى لأبناءك النجاح والتميّز وحُب العلم، ولك راحة البال.

لنا لِقاءٌ قريب… وحتى ذلك الحين.. كوني بخير – آلاء كردية

⬅️ كيف تُخلصي أبناءك من ضغط الامتحانات؟

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد