الأخبار

ما بعد التسوية السياسية !!

264

▪️محمد عبدالله أحمد
▪️نحو الغد

حسمت قوى الحرية والتغيير أمرها ويممت وجهها صوب التسوية السياسية مع المكون العسكرى، وهذه خطوة تحسب لها بأنها إتخذتها بكل شجاعة وهى تعلم علم اليقين أن الطريق ليس مفروشاً بالورود ونسبة المغامرة ستكون عالية جداً وليس هناك ضمانات بل توكل على الله ،، ورغم ذلك قررت المضى قدماً وتحمل مسؤوليتها وتبعات ماسيترتب علهيا من عواقب لاقدر الله حال عدم إكتمال ذلك المشروع حتى نهاياته

ستؤدى أى تسوية سياسية في الدنيا وبصورة مباشرة الى إنقسام وسط القوى المطلبية التى ستحزم أمتعتها نحو التسوية السياسية، فهناك من يؤيد تلك الخطوة بإعتبارها مُرضية لهم وهناك من يرى أنها غير مُرضية ولكن يجب دعمها لأن مالم يتم تحقيقه في الوقت الحالى يجب أن يستكمل لاحقاً، ولكن ذلك مرهون بحسن النوايا عند الطرف الآخر في التسوية، فإن كان جاداً سيتحقق المطلوب أما إذا كان غير ذلك فسيتم نسف كل شيئ وستكون المُحصلة النهائية هي مهب الريح .

بينما الجانب الآخر من القوى المطلبية المنقسمة سيتخذون جانب الرفض الصريح بإعتبار أن تلك الخطوة لم تلبى تطلعات قوى الثورة وأهدافها المرجوة ولذلك جاء الرفض، وهنا ستنقسم قوى الثورة مما سيشكل مصدر إضعاف غير مفيد خاصة في حال إنتكاس التسوية السياسية الكُلية مستقبلاً لأن القوى المؤيدة للتسوية عندما تعود مرة أخرى للقوى الرافضة ستتعامل معها الأخرى على نسق (إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهُنا قاعدون) ولذلك ستتحول قوى الثورة في مرحلة مابعد الإنتكاس الى مجموعات متناحرة بينها قطيعة كبيرة .

أما القوى الأخرى خلاف قوى الثورة فهى حاسمة لأمرها منذ البداية من حيث المبدأ ورافضة للتسوية على طريقة (كل يغنى على ليلاه)
حيث حدد الكيزان موقفهم الواضح بالوقوف ضد التسوية وسيعملون على تسخير كل إمكانياتهم لتعطيل الطريق أمام الحكومة القادمة خاصة من الناحية الإقتصادية التى وارد جداً ان يحدث من ضمنها تغييرات من داخل مراكز القوى الداخلية لبعض خاصة القوات المسلحة وبعض المليشيات التى صنعوها في وقت سابق

بينما أن قوات الدعم السريع ستبدأ في إعداد نفسها للمرحلة القادمة حسب إلتزاماتها الداخلية والإقليمية مستفيدة من التحايل والثغرات بشأن عدم تصنيفها الدقيق، هل هى مليشيات ينتظرها الدمج أم تتبع للقوات المسلحة لأنها لاتزال ينتظرها الكثير من المعارك مع الاخر.

كذلك الحال بالنسبة للحركات المسلحة التى يعتبر التغيير القادم وحكومة التكنوقراط بالنسبة والتحول الديمقراطى بالنسبة لها يعنى نهايتها وإبعادها من المشهد السياسى ولذلك سيجتهد قادتها من أجل إيجاد معادلة سياسية جديدة خاصةً بعد أن فقدوا حظوظهم بدعمهم للإنقلاب العسكرى، فخسروا قاعدتهم الإجتماعية الداعمة للثورة وإسقاط الإنقلاب العسكرى وخسروا قوى الثورة بصورة عامة .

من ناحية أخرى فإن دول الإقليم ستكون حاضرة خلال المرحلة القادمة بحكم الموقع الجغرافى والمصالح التى تربطها بالسودان حيث يعتبر التغيير في السودان بالنسبة لها مسألة حياة أو موت وبالتالى تحتاج الى إجابات واضحة بشأن مصالحها في السودان، ولذلك ستسعى جاهدة لضمان تلك المصالح ، وسيكون لها تأثير بشكل مباشر على المشهد السودانى ولذا يلزمنا ترشيد ذلك الحضور الإقليمى ليكون إيجابياً داعماً لمستقبل التغيير في السودان وليس خصماً عليه .

المجتمع الدولى هو الاخر سيكون حاضراً بإستقطاباته وازماته المرحلة في هندسة معادلة المستقبل وذلك بالتركيز على لغة المصالح وليس لشيئ آخر لأن منحنى الديمقراطية والقيم الإنسانية على مستوى العالم بدأ في تراجع كبير منذ وقت ليس بالقريب، ولذلك يجب ان لانراهن بشكل كامل على المجتمع الدولى بقدر مأننا يجب أن نعتبره من العوامل المساعدة لنجاوب على ماذا نريد من المجتمع الدولى وفق برنامج واضح وليس ماذا يريد منا،وإن كان هناك رهان ينبغى ان يكون على نقاط القوى التى نمتلكها بشكل جازم .

الطريق نحو المستقبل ليس مفروشاً بالورود ،، فالأشخاص الذين لايخطئون هم الذين لايقدمون على فعل شيئ مُطلقاً ولذلك يجب على قوى الحرية والتغيير تحمل مسؤوليتها الوطنية بشكل كامل طالما انها إختارت ألسير في هذا الطريق رغم إرتفاع نسبة المخاطر والمغامرات


أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد