الأخبار

مجاهد نايل يكتب: التقمُّص

76

التقمُّص ..

القشرة في كل شيئ موجوده، هي الغلاف الذي يحمل بصمة الأصل الداخلي ويرسل إلى الآخرين الانطباع.

والقشرة دائما تكون من اصل الموضوع، وهي عند الناس عاطفة (سريعه) تعبر عن لحظة لحظية لتفاعلات معقدة بطيئة، ولكن هذه القشرة ليست ذات قيمة كبيرة، لذلك يصفها الناس دائما أنها (قشره) ليست بحجم الموضوع..


لم تفهموني طبعا وأنا أيضا ضعفت لغتي عن التعبير، فلاحاول من جانب اخر، القشور ليست (عميقه)، لكنها واضحه للعيان ويمكن أن يوصف بها حاملها .. مثلا صاحب الدقن الكبير والجلباب القصير، وهي قشور خارجيه، يمكن أن يستدل بها على أمور عمييييقه جدا، مثل (التدين) الدين ليس قشرة كما نعلم، إنما الايمان يوقر في القلب (جووووه)، ويتمظهر المسلم في (قشرته) بشكل الجلباب والدقن .

لكن هذه القشرة تكون أحيانا (قشره) فقط، ولا علاقة لها (باللب) بتاتا ..
مثل حالة (الكيزان) المعروفه يأخذون قشرة الدين دائما، ويرمون (لُبه) في أقرب سلة مهملات وبهذا أعني أن ذلك ليس سوا دين قشري، تظهر افعاله عكس الدين العميق، وأنا أقول هنا أنه مجرد (تقمص) لغرض وهدف معين ..

طوال ثلاثين عاما واكثر، أصبح (التقمص) عادة شعبيه، انتشر بانتشار (الإفساد) الممنهج للكيزان، فصار يمكن لعاطل عن المواهب الادبيه، أن يتقمص دور (صحافي مخضرم)، فليس الكيزان وحدهم يستطيعون التقمص ..!
النجومية نفسها صارت تقمصا !! عرفت نجوم مجتمع ليسوا إلا (مهابيل) قرروا أن يتقمصوا دور النجوميه ..

انتشار هذه العادة (الكسولة) جعلت البعض يتقمص دور (طبيب) رسممممي !؟
لأن التقمص هو قشرة مظهرية سهله، فلبس المتقمص (لاب كوتا) ابيضا، ووضع سماعه في اذنه ثممممممم صار طبيبا نطاسا كمان وكل انواع التقمص هذه خطرة ومؤذية جدا، جعلت من الفوضى مستقرا لها، ومن البلبلة سكن، تقمص (انصاف الرجال) دورا يفتقدونه جدا كلهم تقمص دور بطل خارق وضااااابط عظيم، فتح لهم الهمبول البشير باب التقمص العسكري، حتى باتت حافلة المواصلات المتجهة من سوق ليبيا الى شعبي ام درمان، تحمل في بطنها خلال كل (فرده)، لوائين وثلاثة عقداء وأربعة ملازمين وعشرين بطاقة عسكري !!؟

ما أن تحدث مشكلة صغيرة جدا، حتى يرفع الرجل الجالس جوارك جلبابه كأنه يبحث عن سرواله، و يبحت بحتا ليفاجأك بإخراج بطاقة (عقيد) من مكان تكاد تقسم أنه (حاوي)!! (معاك العقيد فلان) فيلتفت الكمساري صارخا: كما كُت يا عقيد معاك اللواء فلان فتلتفت السيده التي تجلس جوار السائق غاضبة . كما كت كلللللكم انا الفريق فلاااااانه !! ثم تتحسس جيبك يا مسكين لتجد انك تتقمص دور (المواطن) الوحيد ببطاقة شخصية قديمه وجربانه، لكن في عز هذه الهرمونات الكاذبة، والقشريات المزورة، لن يربت أحد على كتفك ليخبرك انك .. (الشخص الحقيقي العميق الوحييييد هنا)

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد