الأخبار

منتصر جادو – ( كان بدري عليك)

92

خاص أبعاد

من سماحة عاداتنا السودانية الاشهر بكل تاكيد، فطور رمضان بالشارع، بلاد ناسا تكرم الضيف ومن اطراف تقيها شبع. وكلمة (سماحة) هنا مقصود بيها المعني اللغوي العميق، (الكرم والسخاء).

(رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى)

—————

حلمنا ونحن صغار متين نفطر في الشارع مع الكبار !! زي حلم اللعب في دوري المجوعات للاندية السودانية اقصي احلامها. عندي صاحبي بحكي، قال لي، ما بنسي اول يوم تم استدعائي للمشاركة مع اخواني الكبار في (الفريق الاول) والطلوع للفطور في الشارع كانت مكافاة من ابوي لانو صُمت اليوم الاول كامل وفي نفس الوقت انو كان وجب علي الصيام ، طاير من الفرح لحظتها و جريت علي الدولاب ، من حظي وبعد عناء وحكمتو بالغة لقيت لي بنطلون مغسل ومكوي،

ياااا سبحان الله دي ما حصلت معاي قبل كدا، اتكيفت كيف فى الدنيا دي، لبست وقشرت وجريت علي العصير شلت لي جَك و طلعت بيهو الشارع، وبقية العصائر والصينية كانت مهمة اخواني الاكبر سنا.

قعدت فى الجهة التانية من الفرشة قصاد ابوي، اصلا اماكن الجلوس محفوظة للجميع كانت، ابوي من بدري بحكي لينا انو بحب يقعد فى الفرشة القدام وبكون متجه غرب عشان يشوف غروب الشمس، اصلا الفرشة فى رمضان بتكون طولية، وبتفرش جنوب /شمال عشان اتجاه القبلة وبكونوا فرشتين فى العادة، بنفس الاتجاة والاكل بكون في النص.

كل تفكيري انو متين الآذان يأذن، ومع لحظات الانتظار والترقب ديك، كنت بلاحظ جارنا (كمال) بعاين لي ومرة يعاين للفرشة تحت، ومرة يعاين للسماء ويستغفر .

حسيت بشي ما مفهوم، استغفرت انا ذاتي، وقلت في سري ياربي عمنا كمال مالو؟!!، عمنا كمال كان المحافظ وقتها ومشهود ليهو بالحسم والانضباط.

بعد طول انتظار، ولعَت إنارة مئذنة المسجد الكبير، وكان الجميع علي اهبة الاستعداد فى انتظار ذلك الصوت الشجي، صوت عمنا المرحوم العجب، طيب الله ثراه، وكان كلما تاخر الآذان يقوم عمنا حمد مناديا باعلي صوته ( يلا يا العجب ) ، عمنا حمد مريخي الهوي وكالعادة يناكف الجميع بلطفه المعتاد.

بعد حللت صيامي لقيت ابوي بعاين لي باستغراب برضو وبضحك، قال لي تعال اقعد جمبي هنا اصلاً صينة ناس عمك كمال دي كلها (شطه )، وانا أتجاهلت نصيحة ابوي، عيني علي صحن اللحمة الظابط اصلا الشطة اساسية عندي، صحن اللحمة كان بعيد شوية، لحظة انا اتحركت عليهو، شعرت بخربشات الفرشة علي البنطلون، عاينت مكان الخربشة لقيت البنطلون ضارب واللباس ضارب، تتسود خطوة هالطلعة .

لميت كرعيني علي، وقمت قعدت جمب ابوي وما فهمت شي بعدها، ابوي قال لي مالك جيت علي، قلت ليهو هناك الشطة، ومن يومها ابوي وعمنا كمال سموني (شطة).

كسرة

البقنع لينا (سوداكال) انو رئاسة المريخ فيها شطة منو ؟!

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد