من الأسافير .. “الوَش الفِي المُخْلَاية” !!

د.عمر الهادى آدم – حِس و مَعْنى

الوش الفي المخلاية !!

بعض من يطلق الناس عليهم لقب (الشيخ)، ظلوا طوال عهد الإنقاذ يطلون علينا من القنوات ومن وراء الشاشات في برامج الفتوى والوعظ والإرشاد تعلوهم الإبتسامات الوضيئة والوقار والسمت والهدوء والسكينة والتلطف والتبسط..

وما أن جاءت ثورة ديسمبر بالحق، حتى رأينا منهم (الوش الفي المخلاية)، فرأينا الوجوه العابسة الباسرة التي تظن أن تفعل بها الثورة فاقرة ورأينا الأوداج المنتفخة للجدال والمِـراء ورأينا التبرير (الساذج) للباطل، بل رأينا التسفل في الخصومة والمكاواة و(المغرزة) في صفحات فيسبوك بعضهم مما لا يليق.

فتذكرت تحفظي على عادل إمام في مسرحية “الواد سيد الشغال” وأنا غرير، وكيف أنه بالغ في التشنيع بممارسات الجماعة الإسلامية سخرية منهم ومن نفاقهم حتى عايشناه واقعاً عندنا في السودان فوجدت أن عادل إمام كان محقاً في اتهامه لبعضهم، وكيف كنت ساذجاً.

وها هو في المقطع المشهور من المسرحية يحكي لخاله كيف وضع شقاء عمره في شقة اشتراها في عمارة سكنية، وكيف انهارت العمارة قبل أن يدخل شقته لفساد انشائها وكيف ذهب لصاحب العمارة ليسترد نقوده فيقول لخاله: رحت لصاحب البيت لقيتو راجل أمير، أبيض ومرَبرَب والنور والإيمان بيشعو من وشو كده يا خال، وعلامة الصلاة في (قُورتُو) تقول ختم رئيس الجمهورية والسبحة في إيدو إيه والدقن إيه !!

فقلتلو سلام عليكم يا حاج، قال لي: وعليكم السلام يا ابني ورحمة الله تعالى وبركاته (ثم أكمل عادل إمام: كان ح يعيّط من الايمان والتقوى يا خال) قلتلو أنا عاوز فلوسي يا حاج، قال “الله أكبر” وقام مصلي العصر في 4 ساعات، خلّص صلاة العصر قلتلو عاوز فلوسي يا حاج، قال الله أكبر وقام مصلي المغرب في 6 ساعات، على صلاة الفجر رحتلو وقلتلو عاوز فلوسي يا حاج، فجأة يا خالي النور اللي في وشو انطفا والختم اللي على قُورتو طار وقال لي: إنت ماليكش فلوس عندي..

وقلب عادل إمام وجهه بما ترونه في الصورة وغيّـر صوته وهو يحاكي صاحب العمارة بعد انطفاء النور من على وشو ولا حول ولا قوة إلا بالله.