الأخبار

هل يتهيأ للإختفاء … حميدتى فى أي عالم يعيش !!

143

د.ابراهيم الصديق

▪️تسجيل حميدتى قائد المليشيا مساء أمس الاحد (11 فبراير 2024م)، هو حالة بحث عن مناسبة، ولذلك فإن الخطاب مقصود فى ذاته، وحين لم يجد مناسبة افترض إنتصارا فى (المهندسين) و(بابنوسة)، وقد ركز البعض على ذلك ولكنه ليس مربط الفرس

▪️ لماذا هذا الخطاب الآن وخلال تسجيل ؟ للإجابة علينا ان نقرأ محتوى التسجيل ونخضعه للفحص وللحقيقة فإن الخطاب نهاية فصل وليس بداية مرحلة

▪️قال لقواته (نحن خرجنا من الخرطوم من اجل المواطن، وعليكم بالمواطن، المواطن، وحاكموا أى متفلت)، وهذه محاولة للتخفيف من حالة الضغط والغضب الشعبي وانزعاج مؤسسات دولية وأممية

▪️ كما إنها رسالة فى بريد (جوقته)، و(حاضنته السياسية)، فى محاولة لتزيين الوجه، ويبدو أن ذلك كان أحد إشتراطاتهم، لإن حميدتى الذى توعد بمحاسبة جنوده المتفلتين ينسى أن قادته الآن يقطنون فى بيوت المواطنين، وهو ذاته كان مختبئا فى منزل وجدي ميرغني ومواقع اخري

▪️ ومن الغريب أنه تجاهل كليا الحديث عن قطع الإتصالات وهي الحادثة الاكثر ارهاقا للمواطنين بعد تهجيرهم من دورهم وسرقة ممتلكاتهم، ففى أى عالم يعيش حميدتى؟
▪️ محاولة رفع الروح المعنوية لجنده، والحديث عن واقع زائف، ودعوتهم للمزيد من الضرب، وانه سيكون معهم فى الميدان، وهذا أمر يعرف خباياه الجند انفسهم، كما تعرفه بيوت المرتزقة فى تشاد والنيجر ومالى، حيث المآتم والاحزان، وتعرفه ازقة أمدرمان والكدرو واللاماب وبابنوسة وزرقه والفاشر وسنار، هناك الواقع مختلف والقادم أشد مرارة وقسوة.
▪️ هو إدعياء الظلم، وانهم (فى نومهم) هاجموهم ناس الجيش، الرجل الذي ظل اربع سنوات يعمل من اجل الحرب ويهدد بها ويتوعد وأخلى قاعدة الزرق من الدبابات ودفع بها للخرطوم، وحشد فى العاصمة 120 ألف من المرتزقة والمليشيا يتحدث عن الحرب المفروضة عليهم، ذات الشخص الذي غدر بجيرانه من النساء والاطفال واحتجزهم رهائن، يا للعجب، هذه الفكرة لم تعد صالحة للإستهلاك، وهى النقطة التى تسعى (قحت وتقدم) أيضا لإخراجه منها دون جدوى، بل حاول فولكر بيريتس الترويج لها، وتداعت

▪️ فلم تكن الحرب طلقة، وإنما عملية معقدة من التدريب والتأهيل والتسليح والمواقع والتهيئة وتحرك القوات والحصار، وكل ذلك شاهده العالم وعايشه لحظة بلحظة وحده حميدتى وسربه يسعى بهذه الترهات
▪️ هو طلب الدعاء، مسحة الدين، لم يتذكرها وقادته يدفنون المواطنين ابرياء، ويبيدون كل طفل من ابناء المساليت بعد أن قتلوا الاباء، لم يتذكرها وهم يسلبون ويغتصبون ويسوقون الفتيات للبيع، إن الله لا يحب الظالمين، إن دعاء الناس عليكم وليس لكم، فشلت مخططات تسويقه كافة، لم يعد احدا يشترى (…. ) كما قال الشاعر

▪️ فى محافل إقليمية ودولية، كانت حادثة رفض وجود فى مقعد السودان بالايقاد هزيمة كبيرة، كان حدا فاصلا بين الملهاة والصفعة حين تجاوزوا الحد المسموح بالمناورة، وتسويقه سياسيا وداخليا حين تم جر قوي سياسية إليه فى اديس ابابا، وخرجوا باعلان سياسي بإمتياز ومخطط تحت عنوان (التعايش) مع الأمر الواقع، وسقط المخطط مع تصاعد المقاومة الشعبية..
▪️ أصبح وجوده (الجسدي) وملجأه ذو كلفة سياسية عالية، وقد تراكمت عليه الاتهامات بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ولا يمكن المغامرة بوجوده، مع إحتمال تصنيفه مطلوبا دوليا من دول كبرى ومن منظمات حقوقية ومحاكم، ومن الصعب توفير ملاذ آمن له في الداخل، ولذلك سيتم التخلص من الدمية.
▪️ وخلاصة القول، أن حميدتى يتهيأ للرحيل، بالغياب قسرا أو الموت حسرة أو الإستسلام، وفى كل الأحوال فهو خارج الشبكة ولن يكون ضمن أى معادلة داخلية..
حفظ الله البلاد والعباد..

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد