الأخبار

وفاة أقدم مُحارب سوداني عُمره (106) عام

35

قَتَلَ ضابطاً إنجليزياً في ليبيا دفاعاً عن شرف فتاة ليبيَّة فكرَّمته إنجلترا

وفاة أقدم مُحارب سوداني عُمره (106) عام

توفي أمس، بمدينة أُمدرمان أقدم مُحارب سوداني عن عُمرٍ يُناهِز الـ (106) عام، ووافت المنيّة الجاويش “عوض إدريس محمد عمر”، المولود في العام 1909م والذي كان يتبع لبلوك رئاسة الهجانة حينما التحق بقُوّة دِفاع السُّودان في العام 1934م بمدينة الأُبيِّض قيادة بارا وتقاعد عن الخِدمة في العام 1952م، بعد وفاء المُدّة العسكريّة، حيث خدم لمُدّة ثمانية عشر عاما بسلوك عسكري جيد جداً نال خِلالها عدد مِن الأوسِمة والأنواط وهي (نجمة إفريقيا وميدالية الحرب وميدالية الدفاع وميدالية الخدمة العامة السودانية وميدالية الخدمة الطويلة الممتازة وميدالية حسن السير والسلوك ونيشان الصليب الأحمر).

وشارك الجّاويش “عوض” في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م) ضمن قوة دفاع السودان التي كان قد أُوكلت لها مهام الاستكشاف، وكان ضمن قوة الاستكشاف التي دخلت كسلا إبَّان الحرب ضد (الطليان) وجزء من القوة هاجم حتى دخول منطقة الحبشة في معركة “كرن” الشّهيرة، وطارد الجُزء الآخر الذي فيه الجاويش “عوض” القوات الطليانية بمحاذاة البحر الأحمر حتى مصر ومنطقة الاسكندرية ثم بعد ذلك الى ليبيا.

وللجاويش “عوض” موقِف بُطولي في ليبيا ظل محفوراً بالذاكرة حتى اللّحظة يدل على شهامة وإباء وشجاعة الجُّنْدي السُّوداني، فحينما كان الجّاويش “عوض” يجلس في الثكنات العسكرية بليبيا سمع أن هناك ضابطاً إنجليزياً برتبة البرقدار قد اعتدى على فتاة ليبية وأخذها عُنوة إلى مكان سكنه، فذهب ووجد الضابط والفتاة وهي تقاوم، فما كان منه إلا وأن أخرج بندقيته وأردى الضابط بثلاث طلقات ليسقط قتيلا في الحال، وبعد ذلك كُوِّنت محكمة عسكرية لمحاكمته، وعندما سُئِل عن السّبب الذي دعاه لقتل القائد الانجليزي قال لهم: (أنا سوداني إفريقي عربي مسلم، وهذه الفتاة ليبية إفريقية عربية مسلمة، إذن هي أُختي، وأنا لا يمُكن أن أترك أختي يُفعل بها هذا)، فقام الانجليز بتكريمه ومنحه (نيشاناً).

وكانت وزارة الدِّفاع السُّودانية قد كرّمت الجّاويش “عوض” ومنحته معاشاً باعتباره من قدامى المحاربين وآخر مقاتل على قيد الحياة من الذين شاركوا فى الحرب العالمية الثانية ضمن قوات دفاع السودان.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد