كل شئ في سبيل الوطن هين !!
من يَهُن يسهُل الهوان عليه ما لجرحٍ بميت إيلام
بين يوم وليلة تحولت الثوره إلى جريمه نكراء في راي الانقلابين ومن شايعهم يجب أن تُحارب وتخمد وتُعاقب بالقانون، والحد من نشاطها السلمي الذي يدعوا إلى تكريس معاني الديمقراطيه والتعبير الحُر في صياغها المدني أطلق الفريق أول ركن البرهان عنان يد جهاز الأمن والمخابرات في حصانه مُطلقه، لبطش الثوره والثوار وممارسه الإضطهاد وهضم حقوقهم الإنسانيه
- لم يتعافى ويخرج السودان بعد الثوره الظافره والتي يحسب الجميع أنها حررته من القمع والإستبداد وإنتهاك الحريات وتكميم الأفواه وبيوت الاشباح عاشها السودان لأكثر من ست وأربعين عاماً نميري 16 سنه ثم الإنقاذ 30 سنه الأن المجلس السيادي بقياده الفريق أول البرهان ينوي تكرار نفس التجربه التي أثبت التاريخ أنها لم تصمد طويلاً مهما أُتيت من قوه أمام ثورات التغير ، وأنها لا تُأيدها قوانين السماء ولا تساندها قوانين وأعراف أهل الأرض كما ورد في حديث للنسائ ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق) وفي تصحيح معني الحديث…. لزوال الكعبه أهون عليَّ من قتل نفس واحده … وفي الحديث أدخل الله سبحانه وتعالى إمرأة النار في حبسها وتعذيبها لهره أو قطه …. وقوله تعالى لبنى إسرائيل…. (ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها كأنما أحي الناس جميعا) …. هل يرجع السودان إلى عهد دق المسامير في الرأس وإدخال الخوازيق في الدبر ودهس المتظاهرين بسيارات الدفع الرباعي والاغتصاب في بيوت الاشباح …
- وبين عشيه وضُحاها تحول الشباب الثوار من السلميه إلى العدائية وهل كان عدائهم ضد غريمهم اللدود كوادر الاتجاه الإسلامي… لا…!
هذه المره في مشهد لم يتصوره العقل إعتدوا وتطاولوا على بني جلدتهم وشحمهم ولحمهم رموز ووزراء في سدت الحكم الانتقالي الذي إنقلب عليه البرهان…
إنه جيل الثوره المتحمس لدرجه الغلو و الشطط نحو التعبير والتغير وإزاله الأذى والضرر الذي نجم عن من كانوا يمارسون السياسه في الفتره الانتقاليه إستخدم الشباب أياديهم تجاوزوا الإنكار بأضعف الإيمان بقلوبهم َوألسنتهم التي تشهد عليهم سلميه.. سلميه… منذ تدشين الثوره المجيده - وتكرر مشهد الإعتداء لأكثر من مره وفي عدت مواقع في مواكب ومسيرات الثوره…. هل هذا الأمر مقصود ومدروس ومخطط له لمكاسب سياسيه معينه رخيصه أم أنه أمر طبيعي عفوي نتيجه عنفوان الشباب الثائر لإستكمال ما بدؤه من مشوار ثوري طريقه قد قصُر إلى الوصول رافعين شعار بيت المتنبي… من يَهُن يَسهُل الهوان عليه ما لجُرحِ بميت إيلام ، كل شئ في سبيل الوطن هين … وآله البطش والتنكيل صرح بها البرهان وأعطيت لها الصلاحيات والحصانه للقمع دون رحمه
- حفاظاً على سلميه الثوره وقطع الطريق أمام الدكتاتوريه القادمه ، وعدم إتاحه لها الحجج ، على الثوره والثوار ولجان المقاومه الإرتقاء إلى مستوى الثوره السلميه المجرده العُصاميه بعيداً عن التخريب وجرح مشاعر الآخرين وتسبيب الأذى والضرر للمواطنين بتعطيل أعمالهم وإيقاف وسائل كسب معاشهم وأرزاقهم عملاً بمعاني القيم والحقوق، والإنسانيه إماطه الأذى عن الطريق
- وعلى لجان المقاومة والثوار إتخاذ التدابير اللازمة وتصحيح مسار المواكب والمسيرات بصوره حضاريه تليق بالثوره كما بدأت ثوره 19 ديسمبر وتميزت بصفات المُثل والخُلق القويم (عندك خت ما عنك شيل) أصبحت ضرب مثل للعالم… بغض النظر عن بعض الممارسات السيئه التي حدثت والتي تعتبر لا تمثل راي وتوجه الاغلبيه لكل مجتمع شواذ…
- ومن الممكن أن تختار المسيرات والمواكب أيام وأزمان محدده للتحرك والتعبير السلمي وإيصال الرساله في أيام العُطل الرسميه حتى لا تعيق سير حياه المواطن والوطن …. هذا لا يعني الاستسلام إنما أصبحت الثوره واقع معاش في المطالبه لتغير معاش الناس إلى الأحسن.. ليت الفريق أول البرهان يصدر قرار ينذر فيه نفسه وعشيرته الاقربين من مجلس السياده والوزراء وحركات سلام جوبا، قراراً لشباب الثوره ان يرموا الوزراء والنواب الفاسدين إلى براميل القمامه َوالزباله كما فعل رئيس وزراء أوكرانيا قبل أربعه سنين بصوره حضاريه ورساله عميقه ليستشعر الثوار والشعب السوداني بقيام دوله المدنيه والحريه والسلام والعداله ، بدلاً من إصدار قرارا لجهاز الأمن لإخماد ثوره حليفها النصر تقوم وتناهض الفساد والطغيان والظلم والساديه….
النذير عبد الله صلاح الدين – 29 ديسمبر 2021
.
