الأخبار

مجاهد بشرى يكتب: واجبنا الوطني والأخلاقي تجاه بلادنا وجيشها يجعلنا نضع خلافاتنا معه جانبا حين تتهَدده المخاطر

83

مجاهد بشرى

عبارة استوقفتني في بيان وزارة الخزانة الامريكية حول العقوبات التي فرضتها اليوم على الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع وهي تقول ” اتخذنا اجراءت ضد شركات وهيئات تقدم اسلحة للطرفين المتقاتلين في السودان “

هذه الجملة توضح اختلال الفهم الأمريكي للواقع السوداني بشكل شبه مطلق، فإن كانت تعني بأن منظومة الصناعات الدفاعية هي من تقدم اسلحة للجيش للقتال في هذه الحرب، فهي كمن يحاول ان يوحي بأن هذه المنظومة ليست ملكا للجيش، وطرفا ثالثا في الحرب، والأدهى انها تتناسى عمدا بأن الجيش هو جيش البلاد الشرعي حتى ولو اختلفنا معه او جاهرنا بنقدنا له، وهو ليس موضوعنا الآن..

منظومة الصناعات الدفاعية لا تختلف عن شركات تسليح الجيش الامريكي نفسه، الفرق فقط في ان هذه المنظومة ملك للشعب السوداني وجيشه، وقد نشأت في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة.

إن اقرب طريقة لإصلاح الجيش السوداني هي في دعم الاصلاحات الهيكلية و التنظيمية فيه، سواء كان ذلك بالمال، او العتاد او الدعم الفني، وأي عقوبات ضد الجيش تعني فشله في اتمام عمليات الترتيبات الامنية المرتبطة باتفاق السلام، وتُصعب عليه مهمته في الحفاظ على وحدة البلاد وسلامة اراضيها .

إن واجبنا الوطني والأخلاقي تجاه بلادنا وجيشها يجعلنا نضع خلافاتنا معه جانبا حين تتهدده المخاطر التي ستكون تبعاتها تفكيك قواتنا المسلحة وتقسيم البلاد في ظل وجود اكثر من 9 جيوش في السودان الآن.

التوصيف الدقيق لما يجري الآن هو أن الجيش يخوض حربا ضد فئة مارقة ومجرمة، تمددت بسبب اخطاء صار قادة الجيش يقرون بها اكثر منا، مما يعني ان الجميع بات يُدرك ضرورة وضع حد لتعدد الجيوش وتنقيته من العناصر المؤدلجة لتمهيد السبيل للعودة للثكنات

وقد كان من الأجدى الوقوف على جرائم الدعم السريع التي ترتقي لحد وصفها بجرائم الحرب، فهي تعتقل المدنيين و تختطف الأسر وتتخذها كدروع بشرية ورهائن، وتحتل المستشفيات والمرافق العامة، وبيوت المواطنين، وتمارس اسوأ انواع الترويع، هذه اسباب تكفي لتفهم موقف الجيش الرافض للتفاوض مع هذه المليشيا المارقة ..

ولا يمكن ان تفرض عقوبات على مؤسسات تتبع لجيش رسمي لبلد ما لأنها تمده بسلاحه وذخيرته ومعداته، وقد رأت الولايات المتحدة كيف فاقمت العقوبات من ازمات وحياة السودانيين .

منذ اندلاع هذه الحرب في الـ15 من ابريل ظللنا على الحياد من طرفي النزاع لإيماننا العميق بضرورة تجنب الحروب والحلول الحربية والعسكرية، ولكن لا حياد عندما يتعلق الأمر بأي ضرر يصيب السودان شعبا وجيشا وارضا، واتمنى ان تقوم المملكة العربية السعودية في ايضاح خطورة العقوبات على الجيش السوداني في هذا الوقت بالتحديد، وأن يتفق الجميع على إدانة الارهاب الذي تمارسه مليشيا الدعم السريع وايجاد طرق لإرغامها على التوقف مما تقوم به حاليا وإيقاف الحرب هو في دعم الجيش لا هدمه، هذا إن كان الشعب والسودان والله من وراء القصد

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد