الأخبار

احتجاجات حاشدة في السودان رفضاً للحكم العسكري ودعوة أميركية للسيطرة على «القوى الخبيثة» المُهدِدة للانتقال في السودان

63
متابعات أبعاد

احتجاجات حاشدة في السودان رفضا للحكم العسكري

الخرطوم – (رويترز)

خرجت حشود ضخمة من المتظاهرين في مناطق متفرقققة من العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى يوم الخميس في احتجاجات لرفض الحكم العسكري مع تفاقم أزمة الانتقال المضطرب بالبلاد من الحكم الاستبدادي. وقدر (صحفيو رويترز) عدد المشاركين بمئات الآلاف، مما يجعلها أكبر مظاهرة خلال فترة الانتقال.

وخرجت مظاهرة يوم الخميس، التي بدأت في منتصف النهار واستمرت لما بعد الغروب، في ذكرى ثورة أكتوبر تشرين الأول 1964 التي أطاحت حينها بحكومة عسكرية وأذنت بفترة من الديمقراطية البرلمانية في البلاد. وسبقت تلك المظاهرة احتجاجات في الأحياء الصغيرة على مدى أيام.

جانب من المظاهرات (سونا)

وانتقد المتظاهرون في هتافاتهم رئيس مجلس السيادة الحاكم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان واتهمته بالولاء للبشير. وطالب البعض بتسليم القيادة إلى المدنيين وطالب آخرون بإقالته. وتقاسم الجيش الحكم مع المدنيين في سلطة انتقالية منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019 في انتفاضة شعبية بعد ثلاثة عقود في السلطة.

تحالف ائتلاف من مجموعات متمردة وأحزاب سياسية مع الجيش، الذي اتهم الأحزاب المدنية بسوء الإدارة واحتكار السلطة، ويسعى إلى حل مجلس الوزراء. ويقول قادة مدنيون إن هذا من شأنه أن يصل إلى حد الانقلاب ويقولون إن الجيش يهدف إلى تنصيب حكومة يمكنه السيطرة عليها.

وشوهدت أعمدة دخان فيما كان المتظاهرون يحرقون الإطارات ويلوحون بالأعلام السودانية. وردد المحتجون في أحد الهتافات قائلين “البلد دي حقتنا.. مدنية حكومتنا”.

وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية أن 37 شخصا أصيبوا في مظاهرات يوم الخميس وألقت باللائمة على قوات الحكومة مشيرة إلى وجود أربعة مصابين بأعيرة نارية. وقال التلفزيون الحكومي إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية الحية لتفريق الاحتجاجات أمام مبنى البرلمان في أم درمان

وقالت الشرطة في بيان إن محتجين مارقين في أم درمان أضرموا النيران في مركبة للشرطة وهاجموا أفرادها وأطلقوا النار على اثنين منهم “مما حدا بالقوات (إلى) استخدام القدر القانوني من أدوات فض الشغب رغم تمادي تلك المجموعات وقيامها بحرق عربة لنقل الجنود ونهب محتوياتها”.

وقال شهود إن المحتجين تعرضوا لإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة. وشوهد عدد من وزراء الحكومة يسيرون في أجزاء مختلفة من الخرطوم.

وكتب عضو مجلس السيادة صديق تاور، أحد المسؤولين المدنيين العديدين الذين أيدوا الاحتجاجات، يقول على تويتر “21 أكتوبر درس لكل واهم بتدوير عجلة الزمن للوراء من طغاة وفلول وانتهازيين.. فالشعب أقوى .. والردة مستحيلة.. وبوصلة الثورة لا تتجه للخلف.. معا من أجل استكمال مطلوبات الفترة الانتقالية كاملة غير منقوصة…”.

وأُغلق العديد من المتاجر في وسط الخرطوم تحسبا للاحتجاج وانتشرت الشرطة بكثافة. ويقول الجيش إنه ملتزم بالانتقال إلى الديمقراطية والانتخابات في نهاية عام 2023.

وقالت لجان مقاومة أحياء الخرطوم في بيان إنها تحتج على اتفاق تقاسم السلطة بالكامل وتطالب بحكم مدني واحد.

ولا يزال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي يترأس مجلس الوزراء بموجب اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين، يتمتع بشعبية على الرغم من الأزمة الاقتصادية. وقال إنه يتحدث إلى جميع الأطراف في الأزمة من أجل إيجاد حل.

وقال في بيان مساء يوم الخميس إنه يحيي المحتجين وأضاف “لقد أثبت وجدّد الشعب السوداني اليوم تمسكه بالسلمية، والتزامه بالسير في درب الحرية والديموقراطية والتحول المدني الديموقراطي، ولقد أسمعت الجماهير صوتها وأوصلت رسالتها بأن لا تراجع عن أهداف الثورة، ولا مجال للردّة عنها”.

وتنظم الجماعات المتحالفة مع الجيش بقيادة زعيمي المتمردين السابقين والمسؤولين الحكوميين حاليا مني مناوي وجبريل إبراهيم اعتصاما أمام القصر الرئاسي منذ يوم السبت.

وجرى تخطيط طرق الاحتجاج في مناطق مختلفة بعيدا عن منطقة وسط المدينة لتجنب المواجهة مع الاعتصام المؤيد للجيش.

وقالت السفارة الأمريكية على تويتر “نشجع المتظاهرين على أن يلتزموا السلمية ونذكرهم بالدعم الأمريكي القوي للانتقال الديمقراطي في السودان”.

دعوة أميركية للسيطرة على «القوى الخبيثة» المهددة للانتقال في السودان

الخرطوم – الشرق الأوسط : أحمد يونس ومحمد أمين ياسين – واشنطن: رنا أبتر

وعلى صعيد متصل أوردت (الشرق الأوسط) شدد السيناتوران الجمهوري جيم ريش والديمقراطي كريس كونز على أن دعم العملية الانتقالية السياسية والاقتصادية في السودان لا تزال أولوية لدى الولايات المتحدة في أفريقيا.وقال السيناتوران اللذان يتمتعان بنفوذ واسع في مجلس الشيوخ، في بيان صادر عنهما إن «صبر الشعب السوداني وإصراره على متابعة العملية الانتقالية التي ستؤدي إلى انتخابات ديمقراطية وإصلاحات اقتصادية وأمنية ومحاسبة على الجرائم التي ارتكبها نظام البشير السابق هو مصدر إلهام لكل من يكافح من أجل الديمقراطية حول العالم».

وأكد ريش وكونز أن الولايات المتحدة «كانت ولا تزال تعمل بحزم كحليفة للشعب السوداني»، مشيرين إلى تعهدها بمبلغ مليار دولار من مساعدات للسودان، إضافة إلى دعمه في مساعي إعفائه من الدين، ورفع البلاد عن لائحة الإرهاب. وأضاف المشرعان أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لإقناع الحلفاء الدوليين بمساعدة السودان للانضمام إلى «المجتمع الدولي والتحالفات الديمقراطية».

وشدّدا على حق التظاهر «غير العنيف»، وضرورة أن «تحمي الدولة كل المتظاهرين»، مشيران في الوقت نفسه إلى أن المظاهرات هي من أسس انتقال السودان نحو «ديمقراطية سلمية مبنية على الحقوق». ودعا السيناتوران قوات الأمن السودانية إلى احترام وحماية حقوق المدنيين في التظاهر السلمي «في وقت يستمر فيه الزعماء بالعمل سوية على آلية العملية الانتقالية بقيادة مدنية».

وأشار كونز وريش إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تستمر بالعمل مع الحكومة السودانية والشركاء الدوليين للسيطرة على «القوى الخبيثة التي تسعى إلى تهديد العملية الانتقالية في البلاد».

من ناحيته، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الشيوخ الديمقراطي بوب مينينديز أن المظاهرات السلمية هي من سمات المجتمع الديمقراطي، وغرد مينينديز قائلاً: «آمل أن ينضم إلينا شركاؤنا الدوليون لحث الحكومة السودانية الانتقالية على تأمين سلامة وأمن الذين يتظاهرون لدعم العملية الانتقالية بقيادة مدنية نحو الديمقراطية».

بوب مينينديز (إرشيفية)

وأشار مصدر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط» إلى أن دعم المشرعين لتقديم مساعدات للسودان ودعمه في جهود الإعفاء من الدين مرتبط مباشرة بالالتزام بشروط المرحلة الانتقالية «بقيادة مدنية» وأن أي «تغيير في المعادلة أو محاولة من قبل عناصر في الجيش السوداني للإطاحة بحكومة حمدوك سينعكس سلباً على الدعم الأميركي للبلاد».

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن غرد في وقت متأخر من مساء الأربعاء داعياً الشعب السوداني إلى «ممارسة حقه بالتجمع بسلام ومن دون عنف بالتناغم مع روح المرحلة الانتقالية».

هذا ومن المتوقع أن يزور المبعوث الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الخرطوم نهاية الأسبوع الحالي، ضمن مساعي الولايات المتحدة لتعزيز دعمها للمرحلة الانتقالية.

وستكون هذه هي الزيارة الثانية لفيلتمان إلى السودان في أقل من شهر وذلك في إشارة واضحة إلى اهتمام إدارة بايدن الواسع بالشأن السوداني في ظل التطورات المتسارعة في البلاد. وقد قدمت الولايات المتحدة هذا العام نحو 337 مليون دولار من المساعدات الإنسانية المباشرة للسودان لدعم العملية الانتقالية، إضافة إلى أكثر من مليار دولار من إعفاءات الدين، وذلك إثر رفع البلاد عن لائحة الإرهاب بعد 27 عاماً من وجودها على اللائحة.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد