الأخبار

حوار | فقد ساقِه برصاصتين.. (مهيد فيصل) .. إصابة لم تنقص من أحلامه شيئًاً

مهند فيصل فقد ساقه برصاصتين ولكن !!

325
مهيد فيصل متحدثًا لـ(الجريدة) من (الهند):
فقد ساقِه برصاصتين.. (مهيد فيصل).. اصابة لم تنقص من احلامه شيئًا
  • مُهيد: رغم فداحة المُصاب لكن مافي أجمل من شعور التضحية من أجل الوطن..
  • أصبتُ برصاصتين احدهما تسببَّت في انفجار شريان بالفخذ الأيمن والثانية بقطع في (الرباط الصليبي)
  • احدى الرصاصتين أُطلقت بواسطة (قناص) والأُخرى من سلاح (كلاشنكوف)
  • قوة أمنية مشتركة لاحقتنا في الـ25 من اكتوبر حتى ميدان (بري المحس) وأطلقت الرصاص الحي
  • أحرز (88,7) في امتحان الشهادة السودانية العام الماضي والتحق بجامعة الخرطوم قسم الهندسة الكيميائية
  • لجنة مقاومة الجريف غرب: من تسببوا في اصابة مهيد لن يذهبوا بجريمتهم دون محاسبة
  • احتفاء بنجاح المرحلة الأولى لعلاج مهيد فيصل في الهند وتركيب (الطرف الصناعي)

الجريدة: سلمى عبدالعزيز

في الـخامس والعشرين من اكتوبر العام الماضي وقبل أن يُعلن القائد العام للقوات المسلحة الفريق ركن عبدالفتاح البرهان (بيانه) على شاشة تلفزيون السُّودان، خرج الشاب مهيد فيصل مع الجموع الغفيرة التي امتلأت بها شوارع العاصمة الخرطوم رفضًا للانقلاب العسكري.
جابهت السلطات الأمنية المتظاهرين بقمع مفرط خلف عدداً من الشهداء والمئات من المصابين من بينهم الشاب مهيد فيصل جعفر محمد الذي أُصيب برصاصتين في (الفخذ الأيمن) خلال ملاحقة قوة أمنية مشتركة له في ميدان (بري المحس) الشهير بالمنطقة، تسببَّت احدى الرصاصتين في انفجار شريان بالفخذ ما اضطر الأطباء عقب اجراء (3) عمليات لبتر الساق من أعلى (الركبة).
يخوض مهيد الذي يُقابل مصابه الجلل بابتسامة دائمة منذ فبراير الماضي رحلة استشفاء أُخرى في دولة (الهند) كُللت أمس الجمعة بتركيب (طرف صناعي) يليه جلسات تأهيل سُرعان ما تنتهي ليعود ويكمل مشواره التعليمي بقسم الهندسة الكيميائية بجامعة الخرطوم.

انقلاب 25 اكتوبر

منتصف نهار الـ25 من اكتوبر أُصيب مهيد فيصل برصاصتين في الفخذ الأيمن خلال مُشاركته في مظاهرات رافضة للانقلاب في ميدان (بري المحس). يقول “فيصل” في حديثه لـ(الجريدة) تعرضت للاصابة برصاصتين احداهما بواسطة (قناص) انفجرت داخل الجسم وتسببت في تمزيق (شريان) في منطقة الفخذ الأيمن والثانية رصاصة من سلاح (كلاشنكوف) تسببت في قطع الرباط الصليبي وهذه ضررها اخف بكثير من الرصاصة الأولى.
فجر الـ25 من اكتوبر استيقظ الشعب السُّوداني على معلومات مؤكدة حول وضع رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك قيد الإقامة الجبرية في منزله بضاحية (كافوري) بمدينة بحري، واعتقال عدد كبير من قيادات حكومته على رأسهم وزير شؤون مجلس الوزراء بطريقة وحشية المهندس خالد عمر يوسف، وعضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان والعديد من عضوية لجنة ازالة التمكين واخرين.
وعلى الفور امتلأت شوارع العاصمة المثلثة بالآلاف من الرافضين لانقضاض المكون العسكري على السُلطة وإيقاف مسيرة الثورة والحكم المدني وواجهت السلطات الامنية المواكب في الشوارع الرئيسية والأحياء بالقنابل الصوتية والغاز المسيّل للدموع والرصاص الحيّ ماخلف عددِ من الشهداء والمصابين.
يقول مهيد فيصل في مواصلة حديثه لـ(الجريدة) إن القوة الأمنية التي كانت تُلاحقه بمعية مجموعة من المتظاهرين حتى ميدان (بري المحس) المشهور في الـ25 من اكتوبر العام الماضي وتسببت في اصابته قوة أمنية مُشتركة تتكون من افراد يرتدون الزي العسكري الخاص بالقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقوات الاحتياطي المركزي.وأنّ ماحدث له تتحمل مسؤوليته الأجهزة الأمنية بصفة عامة.

رسالة اطمئنان

تحدثت (الجريدة) مع الشاب مهيد الفيصل من مقر اقامته المؤقت في دولة (الهند) والتي لجأ إليها مؤخرًا لاكمال سلسلة من العلاج بدأت في السّودان منذ اكتوبر العام الماضي حيث خضع لـ(3) عمليات جراحية اجتهد الأطباء السودانيين لانقاذ (الشرايين) في فخذه الأيمن المُصاب وترميمها إلاّ أن قضاء الله وقدره كان نافذًا وقابله مهيد رغم صغر سنه بصبر بات السمة البارزة بين ابناء جلدته. واضطر الأطباء في الـ(6) من نوفمبر الماضي اجراء عملية لبتر الساق من أعلى (الركبة).
يقول مهيد موجهًا رسالة لكافة من وقف معه سدًا منيعًا وهو يواجه مصابه عبر منصته الشخصية بفيسبوك: “الحمدلله على قضائه وقدره ورحمته والشكر أجزله لكافة الكوادر الطبية والثُوار والرِفاق والأهل ولكافة من وقف معي أنا قوي بكم ومعكم”. وزاد : رغم فداحة المُصاب بيد أنه مافي أجمل من شعور التضحية من أجل وطنك؛ أنا على استعداد للخروج مجددًا إلى الشوارع من أجل هذه البلاد. باعثًا رسالة اطمئنان حول تحسن حالته الصحية رغم ما واجهه من انتكاسة في بدايات رحلته العلاجية وأنه بخير ويتعافى مقارنةً بأيامه الاولى.

ابتسامة دائمة

“قدم مهيد فيصل وهو أحد أبطال الثورة عضوًا من جسده فداءً للوطن وبرغم فقده لساقِه؛ إلا أن الابتسامة لم تفارقه أبدًا وكله أمل بوجود سودان جديد يسع الجميع”.بهذه الكلمات ودعت لجنة مقاومة الجريف غرب الشاب مهيد ابان مغادرته السودان لتلقي العلاج في الهند. وقالت اللجنة في بيانها أيضًا :”مثلما عاهدنا شهدائنا أن دماءهم لن تذهب سدى؛ فإننا يا مهيد نتعهد لك بأن تضحيتك لن تذهب سدى. وهو دين علينا وأن المجلس الانقلابي لن يذهبوا بجريمته دون محاكمة”. متمنية عودته والوطن الذي حُلم بِه يُصبح واقعا.

مشوار نجاح

أحرز مهيد فصيل خلال جلوسه لامتحان الشهادة السودانية العام الماضي (88,7) مكنته من الالتحاق بجامعة الخرطوم قسم الهندسة الكيميائية. وأمضى الشاب المولود في مستشفى (سوبا) شرقي العاصمة الخرطوم سنوات طفولته الأولى بمعية أُسرته في المملكة العربية السعودية ثم عاد إلى وطنه الأم ليلتحق بمدرسة (كمبوني) حيث اكمل تعليمه لمرحلة الأساس ومنها إلى ثانوية (الشيخ مصطفى الأمين) محرزًا من مقاعدها نتيجة متميزة في امتحانات الشهادة الثانوية بلغت الـ(88.7)، وهو الآن طالب في المستوى الأول بكلية الهندسة قسم الهندسة الكيميائية بجامعة الخرطوم . وتثق أسرته ورِفاقه في مقدرته على تخطي معاناة الأشهر الماضية ومضى قُدمًا لاكمال طريق النجاح الذي يسلكه منذ صغره وعرفه به الجميع.

احتفاء واسع

تداول رفاق مهند ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بحفاوة أمس الجمعة صور له تتخللها ابتسامته المعهودة عقب نجاح الخطوة الأولى من سلسلة العلاج بدولة الهند حيث تم تركيب (طرف صناعي) تعقبه جلسات التأهيل وبعضًا من التمارين. وكتب صديقه محمد عادل :” أُصيب مهيد وفقد ساقِه لكنه معافى ونحن المُصابين، مهيد سيتعافى والمستقبل له وأبناء جيله وابنائهم، وسيعيشون في السودان الذي يستحقونه”.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد