د.محمد صديق العربي يكتب | بلد الاربع بقرات لكل فرد (الاورغواي Uruguay)
بلد الاربع بقرات لكل فرد (الاورغواي Uruguay)
الاورغواي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من أمريكا الجنوبية، مساحتها صغيرة حوالي 176,000 كم₂ ويقطنهانحو 3.5 مليون شخص، دولة ديمقراطية دستورية يؤدي الرئيس فيها مهام رئيس الدولة ورئيس الحكومة.
وفقًا لمنظمة الشفافية الدولية تصنف الأوروغواي على أنها البلد الأقل فسادًا في أمريكا اللاتينية، تمتلك حوالي 12 مليون راس من الابقار لذا صارت التسمية بلد الأربع بقرات لكل فرد بقسمة العدد على السكان وحوالي 7 مليون راس من الضأن وحوالي13 مليون راس من الماعز في اخر ما نشرته وزارة الزراعية عن تعداد الثروة الحيوانية عام 2020م.
في حقبة سابقة من عمر الدولة اصيبت بعدوى افريقية بسيطرة القوات المسلحة الأورغوانية على مقالد الحكم وبسبب وحشية وفساد بعض القادة العسكريين، تراجع التأييد الشعبي للنظام العسكري وفي نهاية المطاف تشكلت حكومة مدنية في عام 1980م
وحاليا القوات المسلحة الأورغوانية تتبع مباشرة للرئيس (أي إن رئيس البلاد هو الرئيس الأعلى للقوات المسلحة) وتتلقّى أوامرها منه بواسطة وزارة الدفاع.
جغرافيا اراضيها مناسبةً للزراعة الرعوية، بما في ذلك تربية الماشية والأغنام ونتيجة لذلك فإن الكثير من المناطق الريفية (90 ٪) تستخدم لأغراض الزراعة وتلعب الزراعة دوراً أساسياً في اقتصادها، حيث أنها تساهم بأكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي،
وفي عام 1988 أنتج النشاط الزراعي (بما في ذلك صيد الأسماك) 13% من الناتج المحلي الإجمالي، وبلغت بأكثر من نصف قيمة الصادرات وتعتمد العديد من الشركات الصناعية فيها على المدابغ ومصانع النسيج على المنتجات الزراعية.
تصل مساحة الأراضي القابلة للزراعة إلى 8% من المساحة الكلية للأراضي، تشتهر بمحاصيل عديدة أهمها الأرز والقمح والذرة والشعير.
ويتم تصدير معظم المحاصيل المنتجة كما تصدر أيضا اللحوم والجلد والصوف والأسماك والألبان، وعلى الطرف الآخر تستورد الآلات والبترول الخام وأيضا المواد الكيميائية.
تقدر صادراتها السنوية بنحو 9.8 مليار دولار،حيث أسواق التصدير الرئيسية هي البرازيل والصين والأرجنتين. تمثل المنتجات الزراعية أهم سلع التصدير، حيث يمثل الصوف والأخشاب والحبوب ولحوم الابقار أهم الصادرات الزراعية للبلاد.
وتتصدر اللحوم ومشتقاتها صادرات الأورغوايإذ تبلغ نسبتها 16 في المئة، وتشكّل مصدراً رئيسياً للعملات الأجنبية ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي 72.6 مليار دولار،
ونظرًا لأن عدد سكانها يبلغ 3.416 مليون نسمة، فإن الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد في يبلغ 21.24 ألف دولار.
وفي العام 2019 ذبحَت وصدرت 2,2 مليون رأس ماشية حيث بلغت إيراداتها حوالي 1,83 مليار دولار وعلى صعيد اخر في أفضلحالات عائدات صادر الثروة الحيوانية في السودان وان بلغت 6 مليون راس لا تتجاوز المليار دولار.
وفي العام 2020م صدرت الاورغواي لدولة الامارات العربية حوالي 4500 راس من ابقار الهولشتاين Holstein لتعزيز الأمن الغذائي بدولة الإمارات
وكما قامت بفتح حوارات مع المملكة العربية بتصدير المنتجات الحيوانية وخاصة اللحوم بعد استيفاءها الاشتراطات المطلوبة بما فيها شهادة حلال كما انها تصدر لها الشعير السائب أيضا،
وقبل يوم من كتابة هذه الاسطر تم اجتماع ضم كل من عبدالله السبيعي وزير البلدية لدولة قطر وفيرناندو ماتوس كوستا، وزير الثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية بجمهورية الأورغواي وتم خلال الاجتماع بحث أوجه التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها وخاصة في مجال الزراعة والأمن الغذائي والثروة الحيوانية والسمكية
ونذكر مثل هذه اللقاءات لان مثل دولة قطر بعيدة عن الاورغواي وهى سوق للمنتجات السودانية أيضا.
هناك عدد من التساؤلات يجب ان نجد لها إجابات منطقية إذاعلمنا بان مساحة مشروع واحد في السودان مثلا مساحة مشروع الجزيرة وحده تزيد عن 2 مليون فدان وكل المساحة المتاحة في الاورغواي لا تصل الى 5.5 مليون فدان وبالرغم من ذلك تصل منتجاتها الزراعية للقريب والبعيد
وهذا بخلاف مشاريع النيل الأبيض والشمالية والمشاريع الخاصة وشركات القوات النظامية مثل زادنا التي لوحدها تمتلك مشاريع تفوق ربع مساحة دولة الاورغواي وبالرغم من ذلك تمتد ايادينا للقريب والبعيد تسولاً وذلاً
وعدد المواشي التي تصدرها شركة واحدة في السودان تفوق ما تصدره دولة الاورغواي في كل عامها فمثلا تصدر حوالي 2 مليون راس من مجمل ثروتها الحيوانية التي لا تزيد عن 32 مليون راس بينما السودان قد تصل تعداد ثروته الى 140 مليون راس.
هل سوء الإدارة وحده في السودان كفيل بان يفعل كل هذا؟؟ ام ان الشعب السوداني غير منتج وخامل؟؟
والذي يصل تعداده الى 35 مليون على اقل تقدير بينما تعداد الاورغواي اقل من 3.5 مليون نسمة أي يزد السودان عشرة اضعاف الاورغواي،
وبمقارنة دخل الفرد في السودان حوالي 720 دولار بينما دخل الفرد في الاورغواي 21000 دولار.
