الأخبار

د.محمد صديق العربي يكتب : نفوق الضأن فى البطانة

374

نفوق الضان فى البطانة

لا قضية تعلو قضية تساقط الشهداء فى المليونيات المناهضة للانقلاب العسكرى لهم جميعاً الرحمة والمغفرة ولذويهم واصدقاءهم ومعارفهم الصبر والسلوان, وفى هذه الاثناء ومن خلال متابعاتى لشأن الثروة الحيوانية بالبلاد وما يتوارد عنها من اخبار أفادت بنفوق اعداد كبيرة من الماشية بمحلية الصباغ التابعة لولاية القضارف, وكنت قد تناولت الامر فى مقال سابق بصفتى مختص فى الشأن البيطرى (كطبيب بيطرى) وليس كناقل للخبر (كصحفى) لذا وجب علينا هنا التوضيح اكثر فى هذا الخصوص دون اجحاف لحق اي جهة وبناءً على المعلومات المتواردة والتى تصل الينا عبر الصحف الورقية كما نشر الخبر عبر صحيفة التيار والصحف الالكترونية ودورنا المهنى يحتّم علينا أن نجمع هذه المعلومات ونحللها ونطرح الاسئلة التى تساعد فى وضوح الرؤية ومعرفة الحقائق كاملة وكما كنا كذلك فى فترة وزير الثروة الحيوانية المكلف السابق حينما اعلن عن نفوق عدد (3 الف) رأس من الاغنام داخل محاجر الوزارة بسواكن وقد تحدثنا عن الامر مرارا وتكراراً سابقاً وحتى لا يتكرر الامر ومن واقع واجبنا المجتمعى والمهنى رأينا ان نوضح الامر بالشفافية المطلوبة التى تنفع مجتمعاتنا وتحفظ مواردنا.

وعلى الرغم من ان وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية او الولائية بالقضارف لم تصدر اي تقرير بخصوص هذا الشأن وبما ان عمليات التقصى وجمع المعلومات لا زالت جارية حتى كتابة هذا المقال الا ان ذلك لا يمنعنا ان نثير الموضوع ومن مناقشته وخاصة لاختلاف الروايتين عن اعداد الحيوانات النافقة الكلية او اعداد التى قد تنفق خلال الايام القادمة بعد ظهور الاعراض عليها والتى وصفها المربين فى التقرير المنشور فى صحيفة التيار بتاريخ 17 يناير حيث ذكروا بان الاعراض بدأت بعد اخذ جرعات التطعيم والحيوانات الغير محصنة لم تظهر عليها اي اعراض وذكروا بان العدد النافق وصل الى (10 الف) رأس وجميعها حصنت مؤخرا ضد ( التسمم الدموى والجدرى وطاعون المجترات) (مذكور فى التقرير ابو دميعة ويقصد به طاعون المجترات) ووصف فى التقرير ان الامر بسبب الاهمال والتواطؤ.

اولا يجب الاشارة الى اننى لا ادافع عن اي جهة ولا انتمى لاي جهة وكما اننى خارج السودان وقطعا لن استطيع الوصول الى كامل الحقيقة ولكن يكفينا شرف المحاولة وحتما يظل من سمع ليس كمن راي وفى هذا المقال سوف اساعد الجهتين الى الوصول الى الحقيقة مع اضافة الجانب الفنى التى حتما لن تفوت على الخبراء بالثروة الحيوانية والمعامل القومية واطباء الحقل ولكن كالمثل الشعبي ( ايد مع ايد تجدع بعيد) وكما اننى سوف اوضح بعض الحقائق العلمية لاهلى من قبيلة المربيين حتى تساعدهم فى الوصول الى مبتغاهم بقطعان سليمة ومعافاة.

  1. جميع اللقاحات المستخدمة من انتاج السودان ويجب ان تحمل عبوة اللقاح ديباجة مكتوب عليها رقم متسلسل يعرف بانه رقم (Batch) وتاريخ الصنع والجرعة وطريقة الحل والتخزين والنقل ومكان تصنيع اللقاح ونوعه ( حى او ميت ) وتحتوى الورقة المرفقة كل ما يتعلق بالمنتج, ويجب على الوزارة التحقيق فيما يخص هذه الجزئية اذا ما تمت بالطرق الصحيحة, ورقم المتسلسل يرجع اليه فى حالة حدوث مثل ما حدث هل حصلت بالمنطقة ام بكل المناطق التى ارسل اليها اللقاح. فى حالة حالات منطقة البطانة ذكر المركز القومى لانتاج اللقاحات بانه لم تسجل حالات خارج المنطقة المذكورة.
  2. درجت الوزارة مؤخرا على جمع الفارغ من اللقاحات لعدة اسباب التاكد ان اللقاح طعم به فى المكان الصحيح ولم يتم بيعه بالسوق السوداء وخاصة بعض الولايات وصل فيها سعر العبوة مائة جرعة (اربعة الف جنيه) وكما انه اضحت ظاهرة التلاعب بالعبوات بعد خروجها من مركز اللقاحات، ولذا يجب ان يشمل التحقيق كافة النواحى المذكورة من حمل ونقل وتخزين اللقاح والتاكد من ان زجاجات اللقاح لم يتم التلاعب فيها ويجب الاستعانة فى هذا الامر بالاجهزة الامنية التى يمكن ان تساعد في ذلك.
  3. تقوم الوزارة الان بفحص العينات المرسلة الى المعامل والتاكد من خلوها من الامراض الوبائية وبالاخص سريعة الانتشار او التى يمكن ان تعيق الصادر السودانى فى المستقبل القريب او البعيد مثل المتصدع ،وكما علمت من جهات غير رسمية انه تم الكشف عن وجود اصابات بالطفيليات والخدر والالتهاب الرئوي حتى الان فقط والاجهاد، كما ارجو من القائمين على الامر بفحص مرض الليستريا Listeriosis وخاصة توفر العوامل التى يمكن ان تساعد فى ظهور الاعراض مثل البرد والاجهاد او الحمل او سوء التغذية وكذلك وجود الطفيليات التى يمكن ان تضعف من مناعة القطيع.
  4. حمل التقرير المرفق بالصحيفة بان المنطقة تشرب من الحفائر (الانسان والحيوان) وفى فترة الجفاف يتم جلب المياه من منطقة ابودليق تبعد 37 كلم او تمبول 46 كلم وعليه ارجو من القائمين على امر المنطقة بمخاطبة الشركة السودانية للتعدين بعمل الابار الارتوازية لما ورد بان المنطقة بها نشاط للتعدين وايضا مخاطبة وزارة الرى الاتحادية بادراج المنطقة من ضمن المناطق المستهدفة بعمل الابار الارتوازية المهداة والمتبرعة بها حكومة المملكة العربية السعودية بحفر مائين بير ارتوازي مع ملحقاته (دونكى للحيوانات وخزان مياه كبير للعربات او الدواب التى تحمل المياه وطلمبة سحب تعمل بالطاقة الشمسية) وهذا المشروع قد يكون بدأ او على وشك بعد ارساء العطاءات على الشركات السعودية المنفذة.
  5. يجب على وزارة الثروة الحيوانية اصدار تقرير شفاف وبه الارقام الحقيقية التى توصلت اليها فرق التقصي ونتائج الفحص المعملى ومخاطبة وزارة المالية بايلاء الثروة الحيوانية مزيداً من الاهتمام والرعاية بالاعتمادات المالية المقدرة لحالات الطوارئ ومعالجة القصور فى الاداء ان وجد وتذليل الصعوبات التى تواجه اتيام العمل الميداني.
  6. على الاخوة المربيين البعد عن جعل الامر سياسي والالتزام بالمؤسسية داخل الدولة والانزواء عن شخصنة المواضيع والتراتيبية بالعمل الاداري وان وجد تقصير رفع شكوى كتابة، اما مسالة التدخلات السيادية والمنابر السياسية فى شؤون الدولة سوف تضر بالعمل الحكومى مستقبلا.
أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد