الأخبار

كارثة جيلية وبطء دولي !!

64

الصباح الجديد – أشرف عبدالعزيز

كارثة جيلية وبطء دولي!!

لا تحتاج “الانتهاكات الكثيفة” لحقوق المدنيين في السودان من قبل طرفي النزاع لسبر أغوار لاكتشافها أو الوصول إلى المنتهكين، لكن إكتفاء المنظمات الدولية بالإدانات فتح المجال واسعاً أمام الإنتهاكات لأن استمرارها يعود لإفلات مجرمي الحرب من العقاب وهذا ما أدى إلى “الدوامات المتكررة من العنف” منذ انقلاب الإنقاذ في العام 1989.

من الواضح ومن خلال الأحداث المتوالية عاصفة في السودان جراء الحرب العبثية الدائرة الآن أن المنظمات الحقوقية الدولية تتبع سياسة الكيل بمكيالين، فالحكومات الغربية رفضت دعم آلية تتيح نظاماً للمحاسبة في السودان لأنها لم تكن تريد أن تمنح لا الجهد ولا الموارد نفسها التي خصصتها لآلية مماثلة في أوكرانيا، في حين أن الانتهاكات في حرب السودان تماثل الانتهاكات التي حدثت في أوكرانيا وتزيد.

وعلى سبيل المثال دعنا نقف على أهم شريحة في المجتمع السوداني (الأطفال) ومدى تأثير الحرب عليهم حيث كشفت تقارير أن التدمير شبه الكامل للبنية الأساسية في السودان والهجمات على المنظمات الانسانية ونهب مستودعاتها حُرم “7.4 مليون طفل من الحصول على مياه الشرب النظيفة، كما أن أكثر من 3.5 مليون طفل معرضون للإصابة بأمراض مرتبطة بظروف النظافة الصحية مثل الكوليرا” التي أدت بالفعل إلى وفاة العشرات في السودان خلال الشهور الأخيرة.

الأنكأ هو ما أشارت له رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في السودان، مانديب أوبريان أنه إذا استمرت الحرب بين الجنرالين المتنازعين على السلطة، فإن “كارثة جيلية” ستحدث في البلاد أولى ضحاياها 24 مليون طفل سوداني.

النزاع في السودان بحسب (اليونسيف) يعرض صحة 24 مليون طفل للخطر وبالتالي مستقبل البلاد، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها فقرابة 20 مليون طفل لن يذهبوا إلى المدرسة هذا العام .

وتؤكد أوبريان أن بين هؤلاء النازحين واللاجئين “3.5 مليون طفل”، مشيرةً إلى أن “14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة” في السودان الذي يبلغ عدد سكانه 48 مليون نسمة وطالت فيه الحرب معظم المناطق.

وإذا كان الوضع قبل الحرب، هو أن سوداني من كل ثلاثة يعاني من الجوع، و7 ملايين من الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة خصوصاً في المناطق الريفية هل يتوقع أن تقوم حكومة الأمر الواقع بدورها وحل هذه الأزمة؟

المساءلة باتت واضحة وطريق الحل أيضاً فالمجتمع الإقليمي والدولي يعلم جيداً من أشعل نيران هذه الحرب، ويستميت من أجل استمرارها غير مهتم بتداعياتها التي فتكت بالشعب السوداني وحولت حياته إلى جحيم لا يطاق.

يجب أن يدرك المجتمع الدولي أن هناك طرف مستعد للمغامرة على حساب حقوق الانسان السوداني في الحياة والعيش الكريم وحرية التنقل ولا تعنيه حتى دموع الأطفال والكارثة الجيلية التي ستحدث في السودان ولذلك لا بد من الحسم فالمجاعة لم تصبح نذراً وإنما شبحها خيم على رؤوس الضحايا وغيرها من الكوارث الأخرى ترفع عقيرتها ..على المجتمع الدولي أن يضع السودان في قمة أولوياته لأن الكارثة ستقع على العالم أجمع حال استمرار هذه الحرب العبثية.
الجريدة

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد