الأخبار

مازوخية شعب .. سادية عسكر !؟

52

مجاهد بابكر نايل

وهذا إنسجام مفرط بين نقيضين يمتلكان صفات متعاكسه، تشبع حوجاتهما إلى حد الكفاية، المازوخية مرض يستمتع صاحبه بالألم وجلد الذات، في حين أن السادية يستمتع صاحبها بإيذاء الآخرين، وألم الغير، أينما تواجد الإثنان في مكان واحد، إكتملت روحيهما بتبادل الأعراض وإتفاق الشهوات ..!!

يتسائل (العاقل) الذي يعلم تاريخ هذه البلاد منذ إستقلالها علما فلنقل (سطحيا)، ما الذي فعلته المؤسسة العسكرية ليجعلها مخفية (العيوب) عن الشعب طيلة هذه المدة !؟


ما هو الذي يعلمه الناس أو (يجهله) عن هذا الجيش، ليظل تقديره صامدا في وجدان هذا الشعب !؟ إنها لأحجية لا أجد لها تفسيرا غير مااااازوخية هذا الشعب، فقد سبق عندي أن المؤسسة العسكرية تتمتع بصفات الساديون، لدى البعض كلام !!

أن الأحزاب هي التي تذهب الى الجيش بنفسها لتسلمه البلاد، الجيش (قااااعد في محلو) هنا تظل المعضلة قائمة !! لأن الجيش ليست هذه وظيفته في الأصل، فكيف يقتنع بأداء وظيفة غير وظيفته !؟

هل هناك (كورس) إدارة البلاد ضمن مقررات الكلية الحربية، أم أن هذا (التغول) من باب الهاشمية العسكرية فقط !! دعنا نقتنع بأن هذا الرأي المُعتمد تاريخيا هو سيد الموقف من باب (وقد حدث ما حدث) وعفى الله عمن فعل ذلك

يظل السؤال أكثر تحديدا !! أليس تجربة دخول المؤسسة العسكرية في حكم البلاد طوال ستين سنة منذ الاستقلال، كافية لتثبت للشعب خطلها وخللها البائن وبؤس نتائجها المحصودة !؟

أم سينتظر الناس مزيدا من تجارب العسكر على نسق قصة الضفدع !؟ قصة الضفدع المازوخية أنها قابلت صديقتها عند البركة وكانت منفعلة وغاضبة، قالت لصديقتها: أول أمس لاقاني وراء البركة دي ضفدع حقار إغتصبني، وأمس مشيت تاااااني إغتصبني، وأسى راجعه ليهو أشوف فهمو شنو !؟ فهل بالفعل أدمن الشعب إغتصاب السلطة من العسكر

ثم أن الذي يجعل للحيرة مسكن عندنا وللدهشة مستقر، أن البعض لايزال يردد أن الحل في وجود (عسكري دكتاتوري وطني) يقود البلاد بالحزم والجزم، ويُدخل كل فئران الأحزاب في جحورها !؟
اذا لا يزال البعض في رغبة الضفدع يتحكحكون !؟

يقال إن من الجنون إعادة التجربة مرتين (بالكربون)، ثم إنتظار نتيجة مختلفة !!! فما رأيكم في ثلاثة أربعة مرات يجربها الناس مع العسكر !؟ أليس أبعد من الجنون سبيل

مرة أخرى حتى يمل الناس أستغرب: ما الذي يجعل المؤسسة العسكرية محل تقدير حتى هذا التاريخ، وإلى أي درجة يمكن أن يتحمل هذا الشعب المازوخي من الألم حتى يخرج صارخا (كفاااااايه) !؟

سلفا وصلنا الى يقين قاطع أن مؤسسة الجيش تتمتع بصفات سادية وإمتيازات ضخمة، وهذا يجعل من الإستحالة بمكان أن تتنازل من نفسها لتفسح مجالا لأصحاب الحق في إدارة البلاد، فلن تترك متعتها في جلد الشعب وقتل المدنيين (رُباط البوت)، وبالتأكيد لن تترك الأموال والمقدرات المهولة التي تقع تحت سيطرتها، فما من ( ضبع ) يترك فريسة هينة ولينة تتموضع للصيد بنفسها مثل هذا الشعب

فما الذي يغيب عنا وقد باتت الرؤية واضحة والتجارب موثوقة !؟
يجب أن نصبح نحن اولا أكثر شفافية، صادقين مع أنفسنا:
مقارنة مع شعوب العالم، كيف ننظر إلى مستقبلنا ومستقبل أجيالنا ونحن نسير في طريق معلوم النتيجة !؟ هل وصلنا الى مرحلة الرغبة في الانتحار كشعب !؟

ننتشر عمالا في دول العالم ونذوب فيها ونعيش على يقين أننا ( بلا وطن ) !؟ لأجل أن تظل المؤسسة العسكرية (الملك) !! وهل تعلمون طبيعة القائد العسكري !؟ إن القائد العسكري في نظر (نفسه) إلاها صغير، فهو لا يُناقش، إنما يأمر فيطاااع فقط

هل هذه مواصفات الحاكم الذي تفضلون ؟! مثلا يستيقظ (أبرهه) صباح ليقول: قراااار رقم (كدا): إيقاف نقابات كل السودان عن العمل
قرار رقم (كدا): إعتقال كل الوزراء ( مزاج ساي )

فالقائد العسكري (العظيم) مُطاع جدا في منهج الكلية الحربية، فهل نحن كشعب نندرج تحت منهج الكلية الحربية !؟
نحن شعب مدني ولسنا عسكر !! أليس كذلك !!؟

قلنا أن الأحزاب السياسية تعبانه عميله ضعيفه .. الخ من أعراض النخبة السودانية، لكننا نستطيع علاجها ببساطه، يمكن لأي مواطن أن يتقدم للانضمام إلى أي حزب كان، ويمكن أن يكون هذا المواطن مؤثرا في تغيير عمل الحزب، بقليل صبر ستتعالج الأحزاب، فهي ضرورية في حكم البلاد وهذه مهمتها، بالمقابل من يستطيع من الشعب أن يصبح (فريقا) في الجيش، ليقوم بتصحيح مسار هذه المؤسسة !؟ هه !؟ هذا أمر صعب طبعا

مهما تصور الناس من المخاوف التي يبثها العسكر أنفسهم عن أمن البلاد وحماية الوطن إذا إبتعد الجيش و الخ .. كل هذه المخاوف أفظعها قد حدثت ( بالفعل ) !! وتحت رعاية الجيش نفسه ..

فقدنا الأمن، وفقدنا الإقتصاد، وفقدنا سيادتنا الوطنية وكل ذلك ونحن تحت حُكم العسكر!؟ سنينا لا تعد ولا تحصى نحن تحت حكم العسكر !!

أن مطلب الثوار بمدنية الحكم، مطلبا عاقلا وعادلا، إن الحاكم المدني لا يستطيع أن يتحول الى دكتاتور بسهولة، ولو كان ذلك سهلا لما أحتاج مثل حسن الترابي بذكائه الخارق الى ضباط الجيش (المتواضعون)، فقد كان بإمكانه أن يحكم قرنا كاملا لو وجد طريقة (مدنيه) لكنها صعبه .

ولأننا لا نستطيع مقارعة العسكر إذا حكموا، فعلينا إبعادهم تماما بالقانون عن القصر الجمهوري المدني .. نعم هو مبنى مدني.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد