الأخبار

من الأسافير .. نحن أو الفوضى !!

55

نحن او الفوضى !!

د. يوسف السندي


يجتهد الانقلابيون في تطبيق سيناريو (نحن او الفوضى) من خلال التهاون في حفظ الامن والتلكؤ في معالجة الاضطرابات الأمنية وبث الهلع والمجهول في اذهان الجماهير.


يحاولون بهذه الطريقة ايهام المواطنين بأن الفوضى هذه نتجت بسبب الثورة، بسبب البحث عن الدولة المدنية، وبسبب المظاهرات والاعتصامات والبحث عن العدالة والحقوق.


كأنهم يقولون للشعب كنتم في أمان في عهد عمر البشير، والأفضل لكم ان تقبلوا بتحول البرهان إلى بشير جديد اذا كنتم تريدون عودة الامن والسلم إلى البلاد!!

نظرية (الفوضى الخلاقة) معروفة عالميا ومن معانيها احداث فوضى بطريقة مخطط لها، من أجل تغيير مفاهيم الناس وقبولهم بسيطرة صانعو الفوضى على مقاليد الأمور.

مخططات الفوضى التي ضربت كسلا وبورتسودان ونيرتتي والجنينة والفاشر وتنشط الان في الدمازين والروصيرص كلها تحمل نفس المعنى، مساومة الشعب السوداني بالامن مقابل التخلي عن المدنية.
وهي مساومة تكرس لمفهوم ان الطغيان يحفظ الامن، والديمقراطية تضيعه، وهو مفهوم خاطيء تماما، فالطغيان يصنع الحروب والديمقراطية تطفيء نيرانها.

انظر إلى افريقيا وكلها بلاد طغيان كيف تغرق في الحروب وانعدام الامن، وانظر إلى أمريكا وأوروبا وهي بلاد ديمقراطية كيف تعيش في سلام واستقرار.


المطلوب ان يعيه الشارع الثوري، هو ان هذه الفتن جميعها مصطنعة، وليست حقيقية، تقف خلفها ايادي خفية تريد أن تصنع الفوضى لتفشل الثورة وتعيد السودان للطغيان، لذلك مهم ان يواصل الشارع الثوري في ضغطه من أجل الحكم المدني ومن أجل المساواة والعدالة.


الفوضى تتأجج نيرانها بالعنصرية وعدم المساواة وغياب القانون، وهي الأشياء التي يكرسها الطغيان العسكري ويحاربها الحكم المدني.
ليس أمامنا خيار اخر غير إسقاط هذا الانقلاب من أجل إيقاف نزيف الدم في السودان، ومن أجل اخماد نار الفتن واعادة السودان إلى الامن والاستقرار في ظل حكومة مدنية وجيش قومي ومهني واحد.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد