الأخبار

هذا الرجل !!

40

مناظير – زهير السراج
[email protected]

هذا الرجل !!

لم يكرمني الزمان ولا المكان بالتعرف علي هذا الرجل الجسور، فمثله تتمني ان تكون له صديقاً أو رفيقاً، لتزدان به صفحات حياتك ومعارفك وأصدقائك، ويعلو كعبك بصحبة الأخيار الأطهار.

تعرفتُ ومثلي شعب السودان قاطبة عليه شهاباً رصدآ، حساماً قاطعاً، نقي المشهد والمخبر، نبيل الطلة والسمت نحيل البنية، صارم التقاطيع والتفاصيل جلي العبارة، مجيداً في لغته و حاداً عندما يتحدث عن الأبالسة وغاضباً ومغاضباً لما رأي من فسادهم وإجرامهم و سوء أخلاقهم.

أكاد أجزم ولا أتجاوز الحقيقة إذا قلت إن من أهم أسباب، التعجيل بإنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الكارثي الفاشل، هو ما فعله ورفاقه بالأبالسة وتجريدهم من ورقة التوت التي ظنوا أنها تستر عوراتهم و تداري عوارهم واجههم بالأدلة والمستندات تلي علي مسامع العالم أجمع صحيفة خزيهم وكعارهم وشنارهم لم يشتمهم بل وصفهم عندما قال أنهم لصوص وسرَّاق لقد أوجعهم حد الصراخ، ولذلك أسروها له في نفوسهم المعطوبة..

لقد حاولوا ما استطاعوا تلويث سمعته واغتيال شخصيته، وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر وأرادوا أن يرموه بداءهم فزعموا انه فاسد وانه كنز المال كما فعلوا هم، ولمَّا خاب سعيهم وبارت تجارتهم ولم يصدقهم أحد، فزعموا بأنه سرق ” شاشة” !

أطلقوا الرصاص تجاه منزله، تابعوه بسيارات دون لوحات لإخافته، فما لان ولا انكسر فمثله لا يهاب الموت في سبيل قضيته التي آمن بها، والثورة التي أوقد جذوتها ودافع عنها ضد الانقلابيين ولاعقي بوتهم من تجار الحرب وبائعي الضمير والأرزقية الذين لا يدركون معني الوطن أو الوطنية وقد رأيناهم وهم يغطون وجوههم خزياً وعاراً وجموع الثوار تطاردهم بالهتاف واللعنات أينما ساروا وحلوا !

أن يذهب كبير الشرطة بنفسه لينتزع من (وجدي) في زنزانته ” تلفون ومخدة و أدوية ” ما يُبين أثر هذا الثائر في نفوسهم، وكمية الحقد التي تعتمل في صدورهم ضد نقاءه وصفاءه الثوري لقد أوجعهم فأرادوا الإنتقام منه ومِن جَهلهم لم يدركوا أنهم زيَّنوا صدره بنياشين العز والفخر، وزادوه لمعاناً ومجداً.!

إن سجنوه أو قتلوه أو صلبوه فلن يضيره ذلك في شئ فقد سجل إسمه في صحيفة المجد الوطني، وسيضاف في ذاكرة الأمة إلي أبرارها وأشرافها من الغر الميامين.

أما سجانوه فحتماً ذاهبون، تطاردهم اللعنات أحياءاً وأمواتاً ولن يذكرهم أحد، أما هو فسيظل شمساً ساطعة تنير طريق الحرية والنضال وحتماً لن تنطفئ نار الثورة التي بشَّر بها وعاش من أجلها، ولن يخبو أوارها حتي تبلغ غاياتها بإذن الله.

كان ذلك ما سطره يراع الدكتور (معتصم بخاري) عن المناضل الجسور والمحامي الضليع الاستاذ (وجدى صالح) الذي زعزع أركان الفساد وهد كيان الفاسدين،

لم اجد مكتوبا افضل منه لاحييه به في ذكرى الثورة الخالدة التي اسقطت الحكم العسكري الاول في 21 اكتوبر، 1964، ومن روحها وعنفوانها الذي لا يزال متقدا في نفوسنا نستشف الروح ونستمد القوة لاسقاط قلاع الفاسدين وأسيادهم وأذنابهم وانقلابيييهم مهما احتموا بالسلطة وتحصنوا بالمدافع واغرقونا في الدماء، وما الشدائد إلا مقدمات النصر!

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد