الأخبار

يا حبيبتي يا عزة

65

جعفر عباس

يا حبيبتي يا عزة

يا وطني يا بلد أحبابي، وا لوعتي بعدما طال عنك غيابي، وا شوقي للخرطوم، التي صارت وكرا لغربان الشؤم، وما كانت في تقديري جنة رضوان، ولكن قرية كبيرة يحتضنها نيلان، وتحتضن هي أهلها بكل حنان، خرطومنا كما قال ود المكي إبراهيم، الذي بحب وطنه يهيم: صغيرة لا تملأ الكف ولكن متعبة، ريفية ما نصل الخضاب عن أقدامها المدببة، خائنة وطيبة

لهفي عليها وعلى ام در وبحري، وبانت وكتم وبري، وطفت بالعديد من عواصم العالم، فيها راطن وعاجم، وزيك ما لقيت يا وطني، يا كبدي ولحم بطني، وفيك يا وطني شبيت، منذ ان تعلمت الحركة وتبّيت، وبتذكر فيك عهد صبايا على شاطئ النيل، ومن حولي كل ما هو اسمر وجميل


امتي ارجع لبلدي واعودا، واشوف نعيم دنيتي وسعودا، ولي هون يا ربي عودة، واطفي ناري الفاتت حدودا، من فراق أهلي ايامي سودا

يا ربي أنا أفريقي أنا سوداني، وأرض الخير أفريقيا مكاني، أرض جدودي جباههم عالية فلا تجعل الحرب ترمي بها في هاوية، يا رب حقق لنا في السلام الأماني، لأقيف مرفوع الراس واقول للدنيا: انا سوداني حليل الخليل وحليل عزة، التي صار حلها أسوأ من حال غزّة، لما كنا في هواها الجبال، وللبخوض صفاها نبال، ومهما كان وسيكون، وما يقترفه كل مجرم مأفون

فاعلمي يا عزة إنك حبنا الأكبر، وعيالك عازمون على جعل مستقبلك أخضر، وقلبي لي سواك ما شفته مال، خذيني باليمين وانا راقد شمال، وسترين يا عزة كيف ان شبابنا جددوا القديم وتركوا الخيال، لتبقى عزة في حذا الخرطوم قبال، وعزة في جنان شمبات حبال، وعزة لي ربوع ام در جبال، وعزة في الفؤاد دوا يشفي الوبال


وبإذن الله غدا نعود، ونزين بيوتنا بجريد النخل والورود، وندوس على الأوغاد ونرفع للفرح خفاق البنود

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد