الأخبار

أمير طه يكتب : التغيير والتغييرات الجوهرية (١/٥)

137
أمير طه يكتب : التغيير والتغييرات الجوهرية ١/٥

دائما ما نبحث عن القيم والمثاليات بشكلها الراسي ممثلا في تغيير الانظمة والروؤساء..

وبرغم اهمية ذلك لكن ومن الاهمية بمكان البحث عن التغييرات المدنية داخل القاعدة الاجتماعية والمواعين المناط بها احتضان هذه القيم والمثاليات بنية وسلوكا وانزال ما يمكن هضمه واعتياده في صف الاحتياجات اليومية في احترام البعض في توسعة صدر القبول والنقد في المرور في المستشفى واستخدام المرافق وفي النظافة وفي غيره وغيره..

هذه المواعين الاجتماعية والتي تعمل ليل نهار وتحلم بالتغييرات الفوقيه عليها كذلك بالعمل بالتوازي مع نفسها ومع الاخرين وتقديم النموذج المدني عمليا المجتمع وبذلك يكون الموضوعي والذاتي اكتملت شروطه الثورية للتغيير ويصبح من السهل بمكان ايجاد البدائل الفوقية والتي من شانها ايجاد صيغ المدنية في نماذج المناهج الدراسية وفي صياغة وفعل مشاريع منظمات المجتمع المدني وفي دور العبادة لتصبح آليات التغيير الراسية الممنهجة لها مقدرة القبول والتقبل الفطري القاعدي من خلال الانشطة الاجتماعية المهيأة والمستوعبة لعمليات التغيير الذاتي والخارجي..

التغيير والتغييرات الجوهرية ٢/٥

ثم ماذا اذا لم يكن العقل النقدي والتواصلي حاضرا لدى السياسيين السودانيين.. واذا استمرت ذاكرتنا السمكية كحافزا رئيسيا لتكرار اخطاء التغييرات الفوقية ولعدم فاعلية الاجهزة القاعدية والشعبية واصحاب المصلحة الحقيقية ودمجهم في اجسام وكتل ولوبيهات كيف لا وهم وقود الثورة وابنائها الذين لولا وقفتهم بخط النار لما نجحت اعتصامات اكتوبر المستمرة بقوة لاسقاط العبودي.. كسابقة تاريخية اقليمية..

ان تجاربنا المحلية في التغيير هي الملهم الاول لتجربتنا اليوم ويجب ان يملكوا هؤلا الشباب ادوات المقارنة والتحليل والاستغراء والاستنتاج وكيفية التواصل مع خبرات محلية مباشرة جاهزة قد الهمت تجاربها البكر الطريق والوصول والثورة..

هذه الاجسام سواء كانت نقابة ولجنة حي او مهنيين يجب ان يجسموا رسميا لا ان يختفوا بعد نجاح الثورات..

ان تجربة لجان المقاومة ولا مركزيتها قد خلق ابداعا جديدا يضاف الى التجارب الانسانية الجديدة في مقاومة لا متناهية وذات استمرارية بمنهج الرقابة والضغط واستمرارية الثورة لما بعد الثورة..

ان الحكمة تطلب مننا الوقوف ودعم هذه الباكورة السودانية المنشأ لجان المقاومة السودانية وذلك بايجاد صيغ دستورية دائمة يضمن لها ادوار الرقابة المستمرة للجهاز التنفيذي وبذلك يضمن التدرج الديمقراطي والتمرحل والمحافظة على الثورة المستمرة..

مع ممارسة النقد الذاتي وعدم الوصايا عليها يجب ان يتبلور وعي وطني وخدمي يشمل الهم العام ولا يخصص ذلك الوعي لحزب او استثناء.. هذا ما يجب ان يميز هؤلا الشباب التفريق بين الخط الضيق والخط الوطني.. بالمقابل ليس هنالك ما يمنع السياسيين والاحزاب ومنظمات العمل المدني من بث افكار جديدة تواكب تطلعات هذه الاجيال وعلينا ان نعي بان كل الخطابات المعتمدة حاليا لدى كل الاحزاب السياسية السودانية من اقصاها اليساري الى اليمين الى الحركات المسلحة هي خطابات عمليا دون وعي هذا الشباب وهذا ما يجعل الاذان صم تجاه بعضهما البعض..

ان الخطاب النقدي والمدرسة النقدية والعقل النقدي هي ما يمكن ان تكون نواة فكرية مفتوحة للاضافة والتعديل لدى شباب لجان المقاومة وذلك من شأنه ان يقدم مواكبا للوعي يوازي مواكب الحماس..

٣٠ يونيو الاولى بعد فض الاعتصام حملت دلالات الرفض وكادت ان تعيد الامور لنصابها لولا الفاعليين الاقليميين والمحليين ودورهم انذاك..

تتجدد الذكرى ونشهد سودانا بات حرفيا غير مرغوب فيه عالميا بل ومن بني جلدته كذلك بعد ان بلغ الضنك مالم يبلغه السودان من قبل باستثناء العام ١٣٠٦ او ما يسمى بمجاعة شهر ٦ وهذا فصل مظلم في التاريخ السوداني نسير باتجاهه الان لولا يقظة الرافضين للانقلاب…

يتبع

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد