الأخبار

لا للحرب نعم للتفاوض

120


بقلم: علي أحمد ابوسالمة

لم يهنأ السودان على إطلاق من ويلات الحروب والصراعات القبيلة، منذ الإستقلال وحتى يومنا هذا لأكثر من ثمانون عاما وهي أطول حروب شهدتها أفريقيا والوطن العربي، وصفتها بعض البلدان العربية بالدولة الفاشلة والكسولة لعدم قدرتها على توظيف ثرواتها ومواردها لمواجهة هذه الصراعات التي نشبت لأسباب عديدة تتعلق بالهوية السودانية العرقية والثقافية أو التهميش التنموي أو صرعات قبيلة وجهوية واطماع في السلطة.


هذه الحروب كلفت السودان تكاليف باهضة أدت الي تراجعه دوليا في كل المجالات التنموية (الإقتصادية والإجتماعية والصناعية والتعليمية والخدمية والسياسية..)، وسببت عجز سنوي في الموازنة العامة وساهمت في ضعف الأداء لتنفيذ المشاريع والبرامج المعدة حسب خطة الدولة الإستراتيجية، وصاحب هذا العجز ضعف توفير أبسط المقومات المالية لسد رمق إحتياجات المواطن اليومية من السلع والخدمات التي يذهب معظمها في تكاليف إعداد الحرب.


ما يشهده السودان الأن من حرب بين الجيش والدعم السريع، يؤكد الحاجة الي تدخل العقلاء والحكماء من أبناء الوطن لكي يوقفوا هذه الحرب ويعملوا على جمع الصف الوطني وتقديم مصلحة السودان أولا قبل أي مصالح أخرى.
لقد ضاع الكثير من السودان ولم يبقى شي غير الجلوس على الأرض لبحث السبل ومعرفة أسباب المشكلة التي أدت فعليا لنشوب الأزمة.


الحروب منذ العهد القديم لم تقدم شي للشعوب غير أنها ساهمت في ضياعهم، وشاهدنا علي الصعيد العالمي تراجع دول كبرى إقتصاديا بعد دخولها في حروب والتي غالبا ما تنتهي بالتفاوض، وفي العلوم السياسية يقال عند التفاوض أن الكل يخرج منتصر بالتعادل، ولكن للأسف تخرج أرض المعركة مهزومة بما خلفته هذه الحروب من دمار ونزوح وفقدان في الأنفس والممتلكات، للأسف من قال من (العقلاء) أوقفوا الحرب جرم ووصف بالخيانة أو بالعمالة.


ولكن في اعتقادي وقف الحرب بالاتفاق يمهد عودة كل شي الي ما كان عليه قانونيا، إذا تم انهاء تواجد كل القوات العسكرية غير الرسمية من خلال دمجها أو تسريحها وبالتالي تعودة المؤسسة العسكرية الوطنية (القوات المسلحة السودانية)، لكن بالتفاوض وليس من خلال عض الاسنان.


وأخيرا لم تعد الخرطوم كما كانت قبل يوم ١٥ أبريل، ولن يعود السودان أيضا كما كان قبل الحرب، نعم فقدنا وخسرنا الكثير ويتطلب أموال كبيرة لإعمار ما دمرته الحرب، ولكن لا رجوع للوراء ولن تنتكس المبادئ التي خرجت جموع الشعب السوداني مطالبا لها، ليعود السودان كما ينبغي أن يكون دولة ذات سيادة ومكانة إقتصادية وسياسية في المجتمع الدولي. وكما قال المثل (من لا يملك زاده لا يملك قراره).

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد