الأخبار

التمترُس وراء القبيلة أفقد النخب السياسية وطنيتها والأحزاب قوميتها وسلب المواطن إنتماءه الوطني

72

من الأسافير

النذير عبد الله صلاح الدين

السودان يختلف عن كل دول العالم التي قامت وتأسست أحزابها على أساس وطني ديمقراطي تنادي بالحكم الرشيد، وإقامه نظام ديمقراطي يحتكم إليه الجميع لممارسة السلطة عبرصناديق الإنتخاب.

الشاهد في الأمر منذ تكوين أكبر حزبين لمناهضه الإستعمار وحتى خروجه قامت تلك الأحزاب على أساس طائفي أو جهوي ولكن ليس بالقدر الذي نشاهده الان بعد خضوع السودان تحت حكم الإنقاذ لثلاثه عقود

كانت القبيله هي المظله أو الزانه التي يقفز من خلالها السياسي إلى سدت الحكم أو السلطه في نظرة خاطئه أفقدت النخب السياسيه وطنيتها والأحزاب قوميتها وذلك بتسيس القبيله والإرتماء في أحضانها في نزعه جهويه تجاوزها الدين الحنيف ( دعوها فإنها منتنه) وتخطاها العصر الحديث في مناهضته لخطاب الكراهيه، والتميز العنصري، وحقوق الإنسان أصبحت القبيله أداه من أدوات تغيير الموازين يحركها السياسيين لمصلحتهم الخاصة ومصلحه تنظيمات وكيانات ينتمون إليها وهذه واحده من الأدوات التي أجهضت مشروع الثوره، والتغيير المنشود

كانت أحداث شرق السودان المؤلمه قاصمة الظهر لمشروع الثوره وذلك بإصتفاف أبناء القبيله في مشهد القرون الأولى لمناصرة جهة معينه مما أفقد المجتمع إنتماءه القومي للسودان، وكذلك في شمال السودان وغربه وجنوبة تسيد الموقف القبلي الساحه السياسيه مساندا ومناصراً حقاً وباطلاًً

بالأمس تحدث زعيم وناظر قبيلة الرزيقات أن محمد حمدان دقلو مستهدف وهو خط أحمر لمن يريد ذلك، ونقول لزعماء القبائل وكل الامراء والنظارات في ربوع السودان أنتم أهل الحكمه والدراية من دخل مجال العمل السياسي فهو بلا شك مستهدف ومنافس لاقرانه وفي محط الأنظار لأنه أصبح شخصيه قومية إذا اخطأ يحاسب من قِبل الشعب السوداني وان أصاب فله الأجر لأنه مسؤول من شعب وأمه بأكملها وليس مسؤلا ًعن قبيله واحده والتي تعتبر من ضمن القبائل المكونة للمجتمع السوداني القومي…

( والاستهداف في العرف السياسي الرزين لابد أن يكون أخلاقي، تقويم، وتصويب وتصحيح مسار كما يقولون ) قامت الدولة الاسلامية في المدينه عندما اخي القائد المعظم صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وساوي بين الأوس والخزرج الذين إمتدت حربهم الجهويه لسنين عددا وعاهد وواثق اليهود وبذلك قامت دولة المدينه وثبتت أركانها في مجتمع وطني يدين بالولاء للمدينه عبادة وتجارة وسياسة …

وفي العصر الحديث كُتب التاريخ مليئة بالتجاوزات وسفك الدماء والصراعات الجهويه والقومية ولم يتعافى العالم إلا بعد أن تجاوز حلبه الصراع القبلي والجهوي، وظل الصراع الفكري والحضاري بطل الساحه ويمكن تجاوزه وإحتواءة بنفس الطرح حضارة ( دينيه أو عقديه) وفكرة موازية صالحه يميزها انسان الكون بفطرته السليمه من خلال تجارب العصور والدهور

والقبيلة في السودان لم تستفيد من الأنظمه والحكومات التي حكمت السودان إلا في إطار القيادات والزعامات التي تتولى أمر القبيله يجيدون عليهم بالهدايه والمنح من عربات وبيوت وعقارات وغيرها اما على مستوى القبيله وأفرادها إن كانت قبائل رعويه أو زراعيه لم نسمع بإنشاء مراكز أبحاث لتطوير الثروة الحيوانيه أو مراكز أبحاث لتطوير الثروه الزراعيه لزياده الإنتاج القومي ضمن منظومة إشعار وإحساس مواطن القبيله البسيط الرعوي والزراعي انه فاعل ويدفع بعجله الإنتاج القومي وتحفيز إنتماءه للوطن …..

النذير عبدالله صلاح الدين – 12 إكتوبر 202‪2

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد