الأخبار

المُعضِيهُ ” الدابي ” بخاف من جرة الحبل

86

المُعضِيهُ ” الدابي ” بخاف من جرة الحبل

بالأمس في مدينه ود مدني، وفي قري الجزيرة الخضراء المستقرة الأمِنه، والتي لاذ إليها النازحين من ولاية الخرطوم وأطراف العاصمة، أصاب الناس الذعر، والهلع، والخوف عند سماعهم أصوات السلاح بمختلف أنواعه وأزيز الطيران من الناحية الشرقيه للمدينه في منطقه حنتوب الجميله وعلي مدخل كبري حنتوب شرقاً الي منطقه أبوحراز حيث توغلت قوات (الجنجويد) الدعم السريع الي تلك المنطقه في محاولة يائسة للدخول الي مدينه ودمدني ملاذ وحُلم النازحين الآمِن إحتضنت مدني السني أهل السودان الفارين من جحيم الحرب فكانت مدني الأُم الرؤوم، والأب الكريم إستضافوا النازحين بالكرم، والجود الموجود،

فكانت مدني السني الخيار الثاني للعاصمة القومية التي جمعت شمل النازحين وضمدت جراحاتهم وعوضتهم بعض ما فقدوه في ولاية الخرطوم أسس النازحين وأعادوا ونقلوا محلاتهم التجارية الي مدينة ودمدني وإنتعشت حركة النشاط التجاري بصورة جيده تواصلاً مع الميناء في بورتسودان ثم ولاية الجزيرة بمصانعها ومنتجاتها

فكانت تغذي ولايات السودان الأخري رغم ظروف الحرب وعدم الأمان إلا أن الحركه التجاريه، ونقل البضائع تسير بصورة جيدة رغم ان الحرب مضي عليها أكثر من ثمانيه شهور، إلا أن الهجوم علي ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة وعاصمة السودان الثانيه كان اثره بالغ وكبير بمثابة كسر العظم للذين إكتوا بنار الحرب في ولايه الخرطوم وفقدوا حياتهم وممتلكاتهم، للمرة الثانيه تعرضوا للهجوم فروا من ودمدني بحثاً عن الأمن والأمان كما يقول المثل ( المعضِيه الدابي بخاف من جرة الحبل) أو (اللادغوا الثعبان) بخاف من جرة الحبل ،

وتعطلت مجهودات منظمات الإغاثة والعون الإنساني من اداء عملها في تقديم الخدمات للنازحين، رغم ان المواجهات بين ( الجنجويد ) الدعم السريع والجيش كانت محصورة في شرق مدني، ومنطقه حنتوب وأبوحراز، إلا أن تناول الناس ووسائل التواصل والميديا للأخبار يتم بصورة تضخميه، ودعائيه مقرضه ارهبت المواطنين فكان الفرار الي مدينه سنار كما يقولون العميان شايل المكسر ألاف النازحين صوب مدينة سنار منهم من يسير علي الاقدام، ومنهم علي متن الشاحنات، والحافلات، والعربات الصغيره في رحلة مأساويه وكأنك تشاهد يوم فرار المرئ من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه،

التوجه الي سنار له معني ومغزي تاريخي عظيم كما قال الشاعر محمد عبد الحي في (كتابه العوده الي سنار) حيث العوده الي المكان والزمان، وفي القرن السادس عشر تكونت أول دوله إسلاميه بعد إنهيار دولة الأندلس العربية الاسلامية حيث آوت سنار الدوله الاسلاميه الثانيه في السودان وفي مملكة سنار تكونت الهوية الحقيقية للشعب السوداني كما يقول الشاعر محمد عبد الحي بإمتزاج العنصر الأفريقي العربي الذي نعرفه الان، مزيج من العبدلاب والفونج والدم الافريقي انصهرت تلك القبائل مع بعضها فكان الجنس السوداني الأفريقي وأيضا بعد الغزو والاستعمار ساهم وشكل في ذلك الإنصهار


هل هذه الحرب ونزوح الناس الي ودمدني الجميلة ثم الي سنار العريقه يعيد الي الأذهان هويه الشعب السوداني كما يقول الشاعر محمد عبدالحي بين (النخله والأبنوس) وينسي الشعب السوداني الصراع القائم من أجل السلطه، الذي تمتد جزوره الخلافية الي النهج السياسي الذي كرس الجهويه والعنصرية البغيضه في أن يقتل السواني أخيه السوداني، ويرفع السلاح في وجهه نأمل أن يعود جيشنا السوداني كما كان، نغني له الحافظ مالنا ودمنا جيشنا جيش الهنا، ويصبح الشعب السوداني أمن في سربه معافي في بدنه مستقراً ويمتلك قوت يومه يكون بذلك مَلك السودان والدنيا بحزافيرها، بدلاً من النزوح من مدينة الي مدينة ومن قرية الي قرية والي دول الجوار ربنا يعين الشعب السوداني المغلوب علي أمره

النذير عبد الله صلاح الدين
17/12/2/23

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد