الأخبار

النذير عبدالله يكتب: عيد رمضان في السودان والأحزان

126

عيد رمضان في السودان والأحزان

في العشره الأواخر من رمضان رحمة ومغفرة وعتق من النار والناس تجتهد وتحصد ثمار هذا الشهر المبارك بإقامة الليل والتهجد وتحرى ليلة القدر خيراً وبركة للصائمين ولاهل السودان بدعواتهم الصادقة من أجل السلام والامن والاستقرار ….

افسدت المعركة التي نشأت ودارت بين القوات المسلحة السودانية وزراعها الايمن بما يسمي بالدعم السريع أفسدت علي الصائمين الغانتين من اهل السودان العشره الأواخر من رمضان، أدخلوا الهلع ، والرعب في قلوب الناس


وقُتل جراء هذه المناوشات والهجوم بين الطرفين نفر كريم وخسارة كبيرة في المعدات والعتاد الحربي يمكن أن تستفيد منه القوات المسلحه السودانيه حماية للوطن وصون للعرض هذه الحرب اللعينه التي قضت علي الأخضر واليابس وراءها جهات معينه لخدمة أجندة وتوجه لا يخدم قضايا الشعب السوداني لعن الله من أشعل نار الحرب وفتيل الازمه (الفتنه نائمه لعن الله من أيقظها)

أشرقت شمس صباح العيد علي دوي ولعلعة المدافع وهدير الطائرات أصابت قلوب اهل ولاية الخرطوم بالحسرة والخوف والرُعب وخيم الحزن علي الاطفال وقتل براءتهم ومنذ اليوم الثالث لاندلاع الحرب بين الطرفين بدأ مواطنو ولاية الخرطوم بالخروج من الولاية مضطرين تاركين منازلهم وممتلكاتهم هروباً بأسرهم لحماية أرواحهم وأنفسهم، اليوم عرف الناس أهميه نعمة الأمن والأمان والسلام لقوله صلي الله عليه وسلم (من أصبح منكم امنا في سربه معافي في بدنه عنده قوت يوميه فكأنما ملك الدنيا) ….


تحركت مع أسرتي الي مدينه المناقل بعد صلاة العيد بمدينة ام درمان وتناولنا وجبه الإفطار وتبادلنا مع الأهل والجيران والأحباب تحايا وتبريكات العيد تلمح في وجوه المهنئين بالعيد الوجوم والبؤس واليأس علي المستقبل المحبط لولاية الخرطوم التي كانت تنعم بالامن والسلام …


بدأت رحلتنا الي ولاية الجزيرة في حيطة وحذر كما توقعنا لم نتمكن من المسير في الطريق الرسمي المؤدي الي ود مدني في معاناة لم نشهدها من قبل توجهنا الي الاتجاه الغربي من الطريق الرئيسي نحو مزارع المشروع حيث الكنار والمجر والترع مروراً بعدد كبير من القري منها الرضوان، وكاب الجداد والمعيلق، وقرية السريحة، وقرية العِديد، ودرويش، واخيراً أبو عشر ثم الي الحصاحيصا علي طريق ود مدني الرئيسي

وبذلك تمكنا من الالتفاف والوصول الي مدينة الحصاحيصا في رحلة ممتعة ومتعبة في نفس الوقت حيث أهلنا في ولاية الجزيرة بمختلف سحناتهم تجسد معاني سودان السماحه، والتعايش وقبول الاخر، يقدمون للمسافرين بصورة ملحة وكرم فياض صواني وأطباق المعايدة من بلح، وحلوي، وكعك العيد وماء وحتي اللبن، وفي أذهانهم و قلوبهم يبدو الحزن العميق للإعداد الكبيره من العربات او السيارات التي لم يشاهدونها من قبل تمر بقراهم تدل علي أن ولاية الخرطوم أصبحت جحيم لا يطاق تركها أهلها في رحلة وهجرة جماعية الي أماكن أمنه تأويهم مع أسرهم وأطفالهم …


شهوة السلطة العارمة وأطماع الجنرالات ونخب الاحزاب واجندتهم الغير وطنيه اوصلت البلاد الي هذا الخراب والدمار والهلاك في معركة لا منتصر فيها سوي هزيمة الوطن وعرضة للبيع في سوق نخاسه الأمم المتحدة تحت الوصايا والبنود التي تؤدي الي تقسيم البلاد ….
وكل عام والجميع بخير وربنا يحفظ البلاد وينعم عليها بالامن والسلام والاستقرار ….

النذير عبدالله صلاح الدين – 25 أبريل 2023

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد