الأخبار

النذير عبد الله صلاح الدين يكتب: الحسود لا يسود ولا يصل الي السيادة ويفوق الآخرين

من الأسافير

124

توافقوا وأدخِلوا الوطن في قرفه الإنعاش” الإطاري” قبل أن يلفظ أنفاسه الاخيره، لم يتبقي وقت وشئ من كثرة المبادرات والحوارات التي لم يجني شعب السودان ثمارها حتي الان


تعلقت أمال الشعب السوداني بالتسوية السياسية التي إرتضتها الاليه الثلاثيه والرباعيه ودول الجوار ومجموعة مقدره من الاحزاب إلا من ابي من الذين أعمي البغض والحسد أبصارهم وقلوبهم

يتحاسدون فيما بينهم لمصالحهم الخاصه حتي رموك قتيلاٌ وطني الحبيب السودان، الحسد جعل من قابيل ان يقتل أخاه هابيل عندما قدم هابيل قرباناٌ فتقبل الله منه لصِدقه ولم يتقبل من أخاه قابيل فإشتعلت نار البغضاء والحسد في قلبه فقتل أخاه،

وما أكثرهم قوابيل السودان من نخب سياسيه وقيادات واحزاب ولجان مقاومه يتناوشون تسوية الاتفاق الاطاري كفريسة، ينطبق عليهم الحديث وصار مثلاٌ عند العامه الحسود لا يسود والمعني الصحيح لهذه العباره هكذا الحسود لا يصل الي السياده ويفوق الآخرين،

والحسد جرثومه شر ووبال لا يخلو منها مجتمع وإمتاز بها شعب السودان وقياداته، يحاولون التقليل من نجاحاتك، وهم ملوك التقليد، ينافسونك عن كثب، ينتقدون نقاط ضعفك، يتحدثون عنك بالسوء، ويوصف الحاسد بالنرجسيه والحب الزائد لنفسه ….

كما قال عنهم القاده البريطانيون الذين تعاقبوا علي حكم السودان … في مدونات سردها الناقد دكتور فضل الله عبد الله في، غايه الاهميه ..

رغم فضائلهم لا يجتمع السودانين إلا لكراهيه بعضهم البعض
هكذا وصفهم القائد الانجليزي الكولونيل أرنست سوفر “جاكسون” وهو صاحب إسم أكبر الميادين بالعاصمة الخرطوم ميدان جاكسون تحدث عن الشخصيه السودانيه كما رأها وعايشها حيث ذكر أدق الملاحظات تركها مدونه للقارئ والتاريخ سمات اتصف بها شعب السودان الكراهيه لبعضهم، والحسد، والبغض، والاحتقار، والانانيه، وعدم التعاون فإنهم لن يستطيعوا إداره وتوظيف موارد هذا البلد العظيم لمنفعتهم العامة

وذكر الخواجه البريطاني ان الشعب السوداني عظيم في كل شئ إلا انهم عديمي الوطنيه والسوداني علي كافه الاستعداد يكيد لوطنه ويبيعه بأبخس الأثمان شعب قبيلته هي وطنه الفعلي وليس السودان علي عكس دول الجوار والافارقه .


في الواقع توارث المتعلمين من النخب السياسيه الدسائس والمكائد والأحقاد والحسد، وبهذا أخفق طلائع المتعلمين في إداره السودان بعد خروج الانجليز حيث غلبت قيم التسامح والتي تعتبر نتاج طبيعي للإختلاف والتباين في طبيعه التكوين للافراد والجماعات…


وإنتقلت تلك الثقافه بكل ما تحمله من سلبيات الي التنظيمات والاحزاب السياسيه العقائديه الحديثة الشيوعين، والإخوان المسلمين، القوميون العرب رغم نظرياتهم القائمه علي الافكار إلا ان المستعمر اثر علي الطبقه المتعلمة وزرع نوازع الكراهية بينهم كما ساهمت الأيدلوجيات وتقاطعاتها في حدة التشاحنات وأندثرت قيمة التسامح نتيجه الحسد، والبغضاء


وشجع الحكام البرطانيون التنافس المحموم بين الطائفتين الدينيتين وزعيميهما وهي سياسه نعترف بأثارها السالبه علي السياسه السودانيه. .

كما ذكر الدكتور العلامه الطيب عبدالله إنه لم يدرك حسد الاكاديمين إلا عندما صار مديراٌ لجامعة الخرطوم في السبعينات …

وذكر أيضا الدكتور عبدالله الطيب طيب الله ثراه انه بعد انهيار سد مأرب هاجرت سبعه قبائل الي أفريقيا فدخلت منها خمسة قبائل السودان فكانت أحسد القبائل العربيه علي حد قوله في مدوناته وإمتزجت تلك القبائل وانصهرت مع العنصر المحلي ومنها بدأ تاريخ الحسد في السودان

كما ذكر الدكتور منصور خالد كلاماٌ عن الحسد عند السودانيين في غاية الطرافه إذ ماثل الرجل السوداني بكلب القريه إذ يلهث خلف كل عربه سائره في الطريق العام فإذا وقفت صد راجعاٌ عنها ينتظر عربه اخري يجري خلفها ..

السودانيين شعب موبوء وممتلئ بالحسد يحسد بعضهم البعض بشكل بغيض ومنفر والصراع الذي يدور الان منذ، ان تفجرت الثوره ملخصه الحسد لا يريد كل حزب او تنظيم للآخر المصلحه او ترتيب وتنظيم الوضع الداخلي علي إتفاق او وفاق في مصلحه الوطن

ولذلك هذا السودان لن يتطور وسوف يٌذبح بيد أبنائه ويتقسم الي عدة دويلات في نهاية المطاف وستسيطر عليه جارته الشماليه كما ذكر الخواجه البريطاني في مدوناته وما إرتماء الكتله الديمقراطية ومن شايعهم في أحضان المصرين خير دليل

وفي حقيقه الأمر لم يسلم السودان من حسد جيرانه واشقائقه وأصدقائه من الدول الاخري، يمكن القول نحن في حاجه للنظر في ذواتنا وتشخيصها وتصوراتنا وعدم مواكبة الحداثه التي قادتنا الي هذه النتائج الكارثيه التي أنهكت السودان، أغرب حاجه حٌسادك أجاويدك …!؟

النذير عبد الله صلاح الدين
15فبراير 2023

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد