الأخبار

دراما خروج قيادات الكيزان من كوبر

73

دراما خروج قيادات الكيزان من كوبر

جعفر عباس

قلت وقال غيري، إن الضباط الكيزان استدرجوا أو أرغموا عبد الفتاح البرهان على الدخول في معركة ضد الدعم السريع، لأن حميدتي قائد الدعم السريع انقلب تماما عليهم بينما هم من صنعوه، والدليل على كوزنة المعركة والدخول فيها بحسابات مستعجلة وخاطئة، هو الأداء المضطرب للجيش في هذه المعركة، وخسارته لقيادته العامة والتلفزيون والإذاعة والمطار الدولي والقصر الجمهوري في الساعات الأولى من بداية الاقتتال، ثم استعجال الحسم باستخدام المدافع والدبابات والطائرات داخل المدينة مما سبب دمارا هائلا وخسائر بشرية مريعة
وخلال الأيام الأربعة الأخيرة اتضحت معالم فيلم هندي بتسريح نزلاء سجن الهدى، ثم سجن سوبا ثم بعض سجون الأقاليم، وكانت ذروة الدراما اطلاق قذيفة بحساب دقيق على سجن كوبر حيث قيادات النظام السابق، بحيث تسقط في قسم نزلاء الجرائم الجنائية، ثم كان ما كان من الزعم بهروب سجناء من كوبر (بينهم المحكوم عليهم بالإعدام لقتل الشهيد احمد الخير!!) ونقل عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين وبكري حسن صالح الى المستشفى العسكري، واحتجاز بقية رموز ذلك النظام في مكان “آمن”، فإذا بأحمد هارون يخرج علينا أمس ببيان يقول فيه انهم عاشوا 9 أيام والرصاص يتطاير فوق رؤوسهم (علما بان منطقة كوبر لم تشهد أي اشتباكات، ومن ثم كان لابد من القاء قذيفة محسوبة الهدف على السجن لتبرير تعرض قيادات دولة الكيزان للخطر)، وأنهم عانوا من انعدام الطعام والماء، فكان ان خرج هو وعلي عثمان وعوض الجاز وستة آخرون ليدبروا أمر سلامتهم بأنفسهم، وكأنما وزارة الداخلية عاجزة عن توفير غذاء وماء لتسعة أشخاص، علما بان وزير الداخلية فاز بنجمة الإنجاز التي قدمها له البرهان (ربما لكفاءة رجاله في قتل وجرح الآلاف)
قال احمد هارون انه مستعد لتقديم نفسه للعدالة متى ما طلبوا منه ذلك، وهذا قول لا ينطلي على أحد، ومن المؤكد انه وبقية القيادات التي تم الافراج عنها لن يغادروا البلاد، فالمعركة الدائرة معركتهم وأمل العودة الى دهاليز الحكم بات قريبا في نظرهم، وسيؤدي هذا الفيلم الهندي الذي أخرجه البرهان في آخر الأمر الى ان يدفع شعبنا المزيد من الدماء والأرواح، وقد يكون البرهان نفسه احد الضحايا ففي التحليل الأخير فإن الكيزان لن ينسوا أنه خانهم كما حميدتي في منعطف ابريل 2019م.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد