الأخبار

د.محمد صديق العربي يكتب | شركات “وهمية” فى الثروة الحيوانية !!

915

د.محمد صديق العربي

شركات “وهمية” فى الثروة الحيوانية

اعلنت وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية عن توقيع اتفاقية بإنشاء مسلخ حديث ومصنع لتصنيع وتسويق اللحوم فى مدينة نيالا, وذكرت وكالة السودان للانباء بانه شراكة بين حكومة ولاية جنوب دارفور وشركة الفيدرالية للاعمال المتقدمة وشركة ماريبيل ركس ميت

علما بان الشركة الاخيرة اعلنت سابقا وزارة الثروة الحيوانية بانها شركة فرنسية متخصصة فى التسويق وسوف تقوم بتسويق منتجات اللحوم السودانية بما يحقق عائد مقداره 7 مليارات دولار.

حتى لا نقع فى الاخطاء التاريخية والمتكررة والمتجددة بمختلف التسميات واخيرا سميت ب( سواقة الخلا) يجب ان نقف على كل ما يذكر فى هذا الشان وتفنيده وطرحه على العامة ان كان صحيحا او الامر مجرد ظهور اعلامى يملا الوسائط بين الفينة والاخرى. 

الشركة التسويقية المذكورة انفا ليست بالكبرى كما روج لذلك وانما شركة صغيرة محدودة لا تتجاوز مبيعاتها السنوية 35 الف يورو ولا تتوفر عنها اي معلومات فهي شركة مغمورة محدودة القدرات,

حتى لا يمكن لشركة كبرى تحقيق هذا الرقم بوضع السودان الحالى من ضعف البنية التحتية وسيطرة القوات الامنية على عائد صادرات الثروة الحيوانية وعدم دخوله فى الخزينة العامة مباشرة

وكيف لشركة تسوق منتج ليس لديه شهادات دولية مثل شهادة نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة HACCP او شهادة نظام إدارة سلامة الغذاء ISO 22000 او مواصفة (BRC- IOP ) لمواد التعبئة والتغليف وهى لشركات تصنيع الأغذية الذين يقومون بتوريد منتجاتهم إلي تجار التجزئة بالمملكة المتحدة مثلا

او شهادة FSSC 22000 وهى لإدارة سلامة الأغذية او شهادة IFS Food او شهادة حلال او شهادة الممارسات التصنيعية الجيدة GMP والكثير من المواصفات والاشتراطات المطلوبة لكل دولة على حدى.

ام تظن وزارة الثروة الحيوانية بان الامر مجرد اعلان ويصبح المنتج مقبولا وعليه طلب عالمي كل الدول التى استطاعت العبور بمنتجاتها عملت عليه بالتصنيع والتغليف ومن ثم الحصول على الاعترافات الدولية وهو مجهود تقوم به الدولة وليست شركة تسويقية فقبل التسويق هنالك شركات متخصصة فى الحصول على الاعتمادات والمواصفة الدولية من الايزو وخلافه ومن ثم يتم التسويق.

يجب على اي وزارة ابرام اتفاقات مع جهات خارجية بانشاء او عمل يكون هناك عقود بها ارقام تحدد نسبة المشاركة ونص بنود الاتفاق كتابة ومتاح ذلك للاعلام, وليس كما اعلنت ايضا وزارة الثروة الحيوانية بتوقيع اتفاق مع شركة الفيدرالية للاعمال المتقدمة طرف اول والشركة الفرنسية التسويقية المذكورة انفا طرف ثاني ووزارة الثروة الحيوانية كطرف ثالث وفى هذا الاتفاق لدينا العديد من الملاحظات سوف نقوم بسردها وهي :-

يوجد بمدينة نيالا مسلخ حديث ( شراكة بين ابراهيم حسن -مدير سوق الخرطوم للاوراق المالية سابقا والبير راغب وشركة شريان الشمال ) وهذا المسلخ فشل فى الاستمرار او حتى العمل لفترة طويلة هل قامت الوزارة او شركة الفيدرالية بعمل دراسة عن فشل تشغيل المسلخ الموجود او حتى حاولت شراءه او ايجاره او حتى الدخول فى شراكة بتشغيله واضافة ما يمكن اضافته ؟.

لماذا دخول الشركة التسويقية فى الشراكة من الان ومعلوم مدة انشاء المسلخ بملحقاته حوالي ثلاث سنوات وقد تزيد؟! وخاصة اذا علمنا بان ارض المشروع لم تخصص بعد فى ولاية جنوب دارفور.

وهذا يقودنا الى التساؤل عن عدم افتتاح مسلخ الجنيد ( الدعم السريع ) غرب ام درمان حتى الان وهو مسلخ حديث وبه ملحقات تصنيع كاملة وسعة استيعابية تفوق عشرة مرات سعة مسلخ الكدرو التابع لمنظومة الدفاعات الصناعية , بالرغم من مضي اكثر من ثلاث اعوام منذ البدء فى المشروع وجاهز للعمل الا انه لم يعمل وقد تكون للاسباب السياسية فى البلاد والغضب العام تجاه القوات النظامية فى استحواذها على الموارد الاقتصادية بدون اتفاقات واضحة مع الحكومة السودانية او قد يكون مؤجل الى حين ايفاء العقود المبرمة بين الجيش المصري والسودانى وفى حالة دخول الجنيد قد يزيد الاسعار داخليا.

صورة ارسيفية مسلخ الكدرو

عليه فإن شركة الفيدرالية ( الاماراتية) وريكس ميت ( الفرنسية ) ما هما الا (حصان طروادة) لعمل ما داخل البلاد بخديعة الاستثمار فى الثروة الحيوانية بغطاء دعم سريع وتم اختيارالثروة الحيوانية لسببين وهما قبول العامة بفكرة التسويق للماشية والتصنيع الداخلى وبدون اجتهاد فى بذل عمل على ارض الواقع السبب الثاني معروف مما يمكن من تمرير اي عمل من خلال وزارة الثروة الحيوانية والسمكية الاتحادية.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد