الأخبار

رغبة الانتقام العمياء .. حربهم الأخيرة !!

84

مجاهد بشرى

▪️من الواضح أن خطة الحركة الاسلامية في هذه الحرب هي تصفير عداد الثورة، وسحقها، ومحو آثارها، والمهم هو سعيها الدؤوب لإلباس المدنيين جُرم الحرب، وتصويرهم على أنهم بنفس السوء، وليسوا بأفضل منها..

فمن الغرابة ملاحظة ترك الولاة “حتى الولاة الفارين منهم” لكل واجباتهم تجاه المواطن، والتفرغ لمحاربة لجان المقاومة، ولجان الخدمات في الأحياء، والتي كان من المفترض تقديس دورها في هذه المرحلة، لما ظلت تقدمه من خدمات للمواطنين الذين تخلت عنهم الدولة.

لكن رغبة الانتقام العمياء لدى ولاة الحركة الاسلامية كشفت عن رغبتهم الدفينة في محاربة ثورة ديسمبر التي اقتلعت نظامهم المجرم، وقامت بتعريتهم وكشف فسادهم الديني والاخلاقي، وعنصريتهم، وتطرفهم، فمن غير الممكن تصور معركة تسمى بمعركة الكرامة، ان تسحب كرامة الانسان الاساسية في حقه الالتزام بأي مذهب سياسي يُعبر عنه.

لكن ليس من المستغرب فالحركة الاسلامية التي قطعت السبيل امام اتمام عملية السلام في 1989م وامتطت ظهر الجيش بإنقلابها الآثم، ثم اشعلت الحروب في كل مكان واستهدفت الجنوب بشكل خاص، عادت اليوم لتقطع طريق السلام، وامتطت ظهر الجيش مجددا، لتمارس نفس التوحش، والقتل على أساس الهوية، والقبيلة، والعرق، والمذهب في مشهد يوضح لك حقيقة من اشعل هذه الحرب ومن يستفيد منها، ويحدث ذلك والجيش صامت، يختبئ قاداته، وهم يشاهدون هذا الاستهداف النازي للسودانيين، لأنه يصرف النظر عن فشلهم في تحقيق اي انتصار طوال 10 اشهر من الحرب، وهي منفعة متبادلة بين الجيش ومختطفيه. والمستهدف هو المواطن الذي خرج ضد حكم الجيش والاسلاميين..

ببساطة، تحول الجيش إلى جناح عسكري استمرأ السلطة، ويخشى عواقب الحكم المدني، وكذلك يفعل المتأسلمين..

▪️الذين اشعلوا هذه الحرب.. حربهم الآخيرة.

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد