الأخبار

شفااااافية !!

مجاهد بابكر نايل يكتب

48

مجاهد نايل

أعلم جيدا وأنا مواطن يعيش على (فُتات) موائد المناسبات السياسيه، أن المعلومه الصحيحه قد تجعل موقفي الآني يتبدل إلى عكسه تماما، كما أن غياب المعلومة أيضا يجعلني كما أنا هنا بالضبط ، خبر واحد صغير كاذب، قد تكون نتيجته زلزال على مواقع ترتبط بتسلسله، كما هي نظرية (أجنحة الفراشة)

المعلومة الصحيحة والسهلة الوصول إليها، تؤدي إلى إتخاذ قرارات صائبة لعدد كبير من الشعب، قل غالب المهتمين بالمجال العام، وبالتالي تؤدي إلى تشكيل وحدة في الرأي ومنها تتكون وحدة في اتخاذ القرار (وضع الطيران) الذي يستخدمه النخبة في التجاوب مع انفعال الجمهور، هو وضع يصلح عند إكتمال مؤسسات الدولة الدستورية، وحين يكون هناك قانون للسرية يختص بعمل استخباري أو عسكري أو سبب معلن، تصلح السرية في تحقيقات الاتهام الجنائى (حتى تكتمل التحريات)، تصلح كثيرا في إبرام اتفاقات حكومية إلى حين اكتمالها من (المتخصصين)، وهكذا ستصلح في عدة أوجه ترونها أفيد ليست أضّر.

وكل ذلك هو حسن، حين تكتمل الدولة بمكوناتها وبشخصيتها الدستورية المعتبرة، والتي إتفق عليها (الجمييييع)، وأقصد بالجميع، (جميييع) أبناء الوطن لكن السرية في وقت (التكوين) لا معنى لها، إنما لا تؤدي إلا إلى مزيد من التفرقه، قل لي لماذا !؟

حسنا .. هب أن المتحاورين إتفقوا سرا على إستمرار إتفاق جوبا، بل وزيادة مواده وزيادة زمنه !؟ وخرجوا الينا وهم قد وقعوا الاتفاق سرا، فهل تظنون أن الجميع سيقبل بذلك !؟ لا بالطبع ..

فما يوافق عليه المجتمعين سرا، يرفضه البعض جهرا والأمثلة كثيرة تلك التي نستنتج منها أن مرحلة تكوين الدولة يجب أن تكون المرحلة الأكثر شفافية في أي وقت من الأوقات، لأنها تتطلب موافقة الجميع إلى الوصول إلى وطن يسع الجميع .

ليس الإدعاء بأهمية التحاور والمبالغة في إغلاق الأبواب والشبابيك، يمنح المتحاورين شيكا ابيضا ويجعلهم عباقرة التصرف في مسار مستقبل الملايين وحدهم، إنما يمنح الجمهور سببا للشك في مقدرات هؤلاء المتخفين، وشكوكا في نواياهم العميقة المغلفة بالكلمات الغامضة والوعود المطاطية، والحالة الرمادية الدائمة حول المجال السياسي السوداني العام !؟

إنما وجب أن يكون التحاور في ساحة عامة وبالتصوير المباشر، مع السماح للجمهور بمقاطعة الحوار ورفضهم لنقطة ما، أو تصفيقهم لفكرة ما، ولو اخذ ذلك من الوقت عمر أجيال، فسنصل في النهاية عبر الحوار إلى وطن يسع الجميع ..


وبعد إكتمال وجه القمر، يمكن لمن أراد أن يظل في الجانب (المظلم) منه كيفما شاء الشفافية مطلوبة، حتى لا تظهر لنا في المستقبل اتفاقية ( إطار) عند المعذور، وواحدة مختلفة عند الهمبول، وثلاثة عند بائع الطعمية طرف الشارع !؟

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد