الأخبار

محمد نجيلة المحامى يكتب: دولة “البركتة” .. غيض من فيض الوجع فى بلد المِحن والمواجع

230

أبعاد برس – من الأسافير

▪️دولة (( البركته ))..
▪️غيض من فيض الوجع فى بلد المحن والمواجع !!

والبركته بتشديد الراء اصطلاحا هى مغالبة ( المواطن ) قهرا وانتزاع امواله وممتلكاته ( ان وجدت ) جبرا .. وقد تمدد التعريف ليشمل الجبر او الاجبار باستخدام ( ادوات المغالبة ) وهى استخدام السلاح بكافة انواعه .. او الكثرة العددية بحيث يستحيل ردها … او استخدام الزى العسكرى .. وفى معنى المغالبة ايضا جواز استخدام كل هذه الادوات .

ويا صديقى اننا نرى ونسمع بشكل يومى عن ( افعال البركته ) التى تتم فى ايام المسيرات .. فاصبح ذلك من ثوابت ادوات القهر والكبت والدولة البوليسية التى تظلنا بظلها منذ اكتوبر الماضى .. ولعل الاجادة فى فعلها تجبر القادة والرؤساء لمنح النوط والنياشين على الاجادة والتميز فى الاداء .. ولعلهم يبذلون المنح والجوائز لكل من ( يبركت ) ولا يظهر فى وسائل التواصل … ففى ذلك نجاح يستحق العطايا …

ولكننى ( بعد مشاهدة كم محترم من فيديوهات البركته ) .. وجدت انها Team work … عمل جماعى بامتياز .. ويتبادل ( المبركتون ) الادوار فى اشغال ( المبركت بضم الميم ) .. حتى لا ينتبه لما يدور حوله ( خصوصا ان كان يمتطى فارهة ) .. او وضعه فى مواجهة الاوامر الخنفشارية من تفتيش واسئلة واستجواب ..

ومن يغنم من فئة المبركتون بتسكين الراء ) عليه ان ( يتخارج ) فورا من الموقع او كما قال بعض الثوار ( يقتل ملف بسراع ) .. واتساءل بصفتى كمواطن وكمشروع ( للبركته ) بحكم التواجد فى مناطق عمليات البركته ..

هل يتم تقسيم الغنيمة بين افراد التيم بما فيهم السادة الضباط ؟ وفى هذه الحالة كم نصيب الضابط باعتبار انه الاعلى رتبة ؟ ..

وهل يتم تقسيم الكتيبة الى ( قامعون ) و ( قتله ) و ( مغتصبون ) و ( مبركتون ) ..؟

وهل يتم الانتقال من بين هذه المهام بصفة دورية ام انها تبقى كما هى ما بقى التخصص ؟ ..

ويبقى السؤال الاهم ما هى دورات التخصص فى ( البركته ) .. وكيف يخضعون للتدريب واين ولكم من الزمن يحتاج تخريج رقيب اول مبركت او جندى مبركت ؟ وهل تشرف وزارة الداخلية على تدريبهم فى هذا التخصص وتبذل الجهود المقدرة لتخريج دفعات متوالية من ( البراكته ) الافذاذ .. ويتم انتداب مدربين للاشراف على التدريب فى معاهد وزارة الداخلية المتخصصة ام لذلك وسائل وطرق اخرى للتدريب ( المتقن ) والمتفرد ..؟

اننا كقانونيين نتساءل ( ببراءة منقطعة النظير والنفس ) .. هل الحصانة التى منحت للقوات النظامية منحت للقتل ام للبركته ايضا ؟ لاننا نظن انها لم تكن منظورة حين منحت الحصانات ولم تكن فى الحسبان .. حيث انها جاءت فى ( السياق العام ) لافعال القهر والبطش والتنكيل .. فقد اكتشفها اول ( بركتاوى ) حينما ( جس ) جيوب الضحية الاولى ووجد جهاز موبايل محترم فقرر ان يمنع هذه الضحية من ارتكاب جريمة التواصل مع الثوار ونشر الصور والفيديوهات المتعلقة بالثورة ..

وهو فعل لجد عظيم .. فسار على خطاه الباقون .. فاصبح لدينا كتائب ( المبركتون ) من القوات النظامية …
حصة اولى … لا حصانة ( ايا كان نوعها ) مع التعمد .. بمعنى مهما كان الفاعل يمتلك حصانة من المحاسبة القانونية .. فلن تفيده طالما انه تعمد ارتكاب الفعل المخالف للقانون … هذا المبدأ ارسته السوابق القضائية .

حصة ثانية …
لان القوات المشتركة هى التى تمارس القتل والبطش بالثوار وهى من مختلف القوات فان ادارتها مختلفة ولا يمكن التحكم فى افرادها لاختلاف سلطات وصلاحيات القادة الذين يديرون العمليات .. وبالتالى جميعهم صمتوا ( وصهينوا ) عن التعليق او اتخاذ اى موقف تجاه ( البركته ) المنتشرة على الوسائط .

حصة ثالثة …
طالما صمت القادة عن البركته .. فاننا نجزم بان الصمت هنا يعنى القبول .. والمبدأ الفقهى يقول ( الصمت فى معرض الحاجة بيان ) .. يعنى تسكت وقت الكلام ده ذاته كلام …

اها يا وزارة البركتة ..اقصد الداخلية ح تبركتونا كده كتير … ولا ح تشوفوا ليكم حل عشان ما نحمى انفسنا من الحرامية الحارسننا …
دولة ( بركته ) بالجد والله .

محمد نجيلة المحامى

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد