الأخبار

من الأسافير | عندنا الجلد وين الراس …؟!

78

▪️عندنا الجلد وين الراس…؟
▪️بقلم: علي أحمد أبوسالمة

نشبع لحم ونُصَّدِر جلد !!

السودان كغيره من الدول النامية لديه الكثير من المقومات الطبيعية وأهمها الثروة المائية التي أوجدت الحياة بكل أنواعها ومميزاتها لتشكل مكوناتها الغابية والمراعي وتنوع التربة ، وقد قدرت الثروة بحوالي ١٢٠ مليون راس وهي بذلك تاخذ المركز الاول عربيا والثالث إفريقيا ، وكذلك المساحات الزراعية التي قدرت بنحو ٢٤٠ مليون فدان يستغل منها ٢٠% فقط.

ولكن حقيقة قد مللنا هذا الثرد الثري بالثروة المتروكة منذ أن تقلد القادة الوطنيين السلطة في العام ١٩٥٦م وحتى اليوم ، فلا هم استطاعوا إدارة هذه الموارد ولا تركوا غيرهم أن يدركوا منها خشاش الأرض لقطف ثمراها….

وأصبحنا كما قال الحلفاوي في (نكتة) ساخرة باننا سوف نقابل الله ونسلمه أمانته كاملة من كنوز الأرض دون استغلال.

إن ثروتنا الحيوانية تعتبر ثاني مورد اقتصادي مهم لرفد الخزينة بالعملات الأجنبية بعد التعدين ، فقد وصفت الأمم المتحدة بمؤتمر جنيف في العام ١٩٧٣م هذه الثروة الحيوانية والزراعية بأن السودان (سلة) غذاء العالم ولكن أين نحن من هذه السلة…؟؟

لكن دعونا نفكر سويا ماذا لو استثمرت جهودنا وركزنا علي قطاع الجلود لعام واحد فقط…؟
ماذا يمكن أن يحدث..؟؟

ماذا لو تم توجيه كافة السياسات المالية والإقتصادية من أجل تشجيع صناعة الجلود والاستفادة القصوى منها بإدخال القيمة المضافة عليها عبر أقامة المشاريع الصناعية المتوسطة والصغيرة وتوفير كافة التسهيلات الإجرائية والحوافز الإستثمارية دون قيود.

هل ينهض بذلك إقتصاد السودان ، ويجد مكانا مميز في الأسواق العالمية؟؟

مع العلم بأن سعر منتجات الجلد المصنع تعادل سعر أربع خراف حية مصدرة (سعر حذاء جلد في فرنسا يساوي ١٢٠٠ يورو).

هنا أستطيع ان أقل بكل ثقة (نعم) يمكن أن تغزو منتجاتنا الجلدية كل الأسواق في العالم دون التقيد بالاشتراطات والضوابط الصحية المحجرية (مناعة)، ولا التخزينية ولن تفرض عليها فترة صلاحية، ولن تخسر إطلاقا وذلك بازدياد الطلب المحلي والعالمي عليها.
هل هذه الصناعة لها إيجابية..؟

بالتأكيد ستساهم في إيقاف تصدير الخام وتهريب الجلود (الفشودة) الي دول غرب افريقيا، وسيعلم المواطن بأن الجلود ثروة قومية وبالتالي يوقف إهدار خمس مليون جلد سنويا في موسم الأضحية، وسيجد الرعاة والمربين (توسيم) آخر دون(كي) الجلد، وسيزيد إهتمام الدولة بصحة الحيوان ومكافحة أمراض الجلدية مثال (القراد والجدري).

ولكن لكي يتحقق هذا الهدف ماهي المطلوبات…؟؟
ضرورة تدخل الدولة لإزالة التشوهات القانونية والتقاطعات الإدارية والتشريعية المركزية والولائية التي ظلت ومازالت تعيق هذه الصناعة.

واخيرا يقول أحد خبراء الجلود في إحدى الورش التي أقيمت بهدف التعريف بأهمية الصناعات الجلدية، أن صادر الجلود لوحدها يمكن أن تدخل للخزينة ما يقارب ١١ مليار دولار، مع العلم بأن السودان في العام ٢٠١٦ صدر ٦ مليون راس من الماشية الحية.
(نشبع لحم ونصدر جلد)

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد