الأخبار

وردي وطن الأوطان

وردي الوطن الذي رحل

93

من الاسافير

مجاهد بابكر نايل
وردي وطن الأوطان ..

ظلت الأرض تنادي ..
وقد جفّت مآقيها
أيا وردي … أيا وردي
ولا وردا يناديها !!
تسافر راحلا عنها
وصوتك صادحا فيها
( بناديها … بناديها)
تعال اليوم ناديها
فراق حارق مضن
وموجدة بما فيها
حنين مؤلم جدا
وأحزان تساويها ..
حدود بلادنا هذي
إلى أكوان باريها
تعال اليوم ناديها
فيا وردي
بلادك حكمها عجبا
فأسفلها .. أعاليها !؟
خرابٌ في مبانيها
وموبقة حواريها ..
يطل عبوسها صبحا
ويمشي بؤسها تيها ..
وصوتك غائبا عنها
وكان الصوت حاديها
تعال إذا وناديها ..
لطالما ظننت بإستغراب أن وردي هو الوطن، وأن غناء وردي لو إنساب إلى الوجدان حقيقة لما أحتجنا إلى هذا الزمن من التوهان !؟
فلو غنى وردي لأي شعب آخر لنبتت فيه الوطنية منبت أشجار النيم الكثيفه، لأخرجت أرضه رجال ونساء وطنيون لأجل هذا الفرعون وصوته وألحانه الخالدة مهما يكون ..


فكيف ضاعت هذه البذور الملائكية والسيمفونيات السماوية على أرض السودان كما يضيع الماء العذب في الصحراء الحارقة !؟
أن وردي وحده يكفي أن تكون لبلادنا قومية ومحبه، هو وحدة يساوي كل التجارب السياسية والمعتركات الثقافية وأزمات الهوية والسودنة ..


إن وردي وطنا مكتمل الأركان، لا تنقصه إلا شكليات المجالس التشريعية والتنفيذية وأدوات السيادة والمكاتب والكراسي ..
فوردي قد تكفل وحده بمنحنا وطن
وترك لنا حرية إدارته !!


عذوبة ألحانه السماوية تُحرم على الفاسد أن يمد يده إلى هذا الوطن بالأذى ، وطنٌ يخرج من مزمار المزامير كلها ، وطن يرقص فيه الإنسان برطانة يجهلها ..
غنى وردي بالرطانة فأحببنا الرطانة رغم جهلنا فيها ..
وردي صاحب الملامح الأصلية، والوجدان الأصلي، والعزة التي يدفع الناس أرواحهم ليفتدوها ..
وردي إذا جلس في حضرة جناب الوطن، يقف البشر ممتنين لهذا الجلوس ..


هدية الله إلى أرضنا، ومنحته المباركة، وإشارته العلوية بأن لهذه البلاد شأن وأي شأن ..
فما خرج وردي من بلاد، إلاو دخل المجد إليها من كل جوانبها ..
فوردي هو وطن الأوطان مجتمعة كلها

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد