الأخبار

من الأسافير: جميع الاغنياء فقراء روحياً واغنياء مادياً

37

من الأسافير: جميع الاغنياء فقراء روحياً واغنياء مادياً

متوكل عبدالله التوم

جميع الاغنياء فقراء روحياً واغنياء مادياً – شكوى لله وليس سواه

هذا المقال سأاكتبه للتاريخ لحال السودان البائس، لقد حدثتني نفسي كثيرا بأن استحي كا ابن ادم بالبوح للناس والكتابة لأن الله عزوجل هو من يعلم بحالي والله هو الغني والناس هم الفقراء الذي يرزق الطير والنمل والحشرات من خشاش الأرض ويرزق الإنسان بغير حساب بفضله وكرمه وعطائه الذى يدهشنا،

لكن الإنسان يتمرد عن شكره وحمده لأن الطمع والجشع والجهل سيطر على نفسه الأمارة بالسوء وإن تابوا إلا الله فهو حبيبهم وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم .سبحانك يارب ما أعظمك وما أرحمك لقد اخجلتنا

قصتي “

ذهبت الي عاصمة البلاد الخرطوم ” الجميلة قاصدا العمل وهي كما تحلو لنا العاصمة المثلثة وكرش الفيل لم امكث بها طويلا وقصدت امدرمان الحبيبة و ملتقى النيل الممتد الذي يعزف لنا الحانه العزبة التي تسكرنا طربا، وذهبت لها بخصوص المأوى وبالتحديد
المويلح” وقد عرفت بسوقها الكبير لصادر الماشية كا الأبقار والأبل
وسوقها خليط من القبائل والسحنات الذين يهتمون بهذه المهن أصحاب المطاعم والمخابز والبقالات والرعاة والتجار واصحاب الرافعات للابل .

وهناك على الجهة الغربية من السوق مبنى المسلخ ،
قصدت السوق واحمل معي شهاداتي المتواضعة جدا
قصدت المطاعم واصحاب المخابز والمزارع واصحاب الزرايب وكلهم قد اعتذروا لي بعدم وجود فرصة شاغرة للعمل .

لم استسلم ذهبت لشركة نادك الزراعية وهي حوالي عشرين كيلو على ما اعتقد من سوق المويلح دخلت الى مبنى الإدارة ووجدت احد موظفيها وجلست معه وسألته إن كانت هنالك فرصة لعمل ورد بكل برود بأن العمل متوقف وقد جمد لى اجلا غير مسمى
خرجت منه لم استسلم وقفت على حافه الطريق وماهي إلا لحظات وتوقفت لي عربة دفارصعدت بها وقمت بتحيه السائق بابتسامة ولطف وقد بادلني السلام .

سكتنا لبرهة وسألني هل يوجد لديكم برسيم بالشركة قلت له انا لا اعمل باالشركة وقد اتيت لهم قاصدا العمل ووجدته متوقف،
وتبادلنا اطراف الحديث عن حال البلد الحزين وتوقف بعض الشركات
وسألته عن الجهة التي يعمل بها قال بالبترول وقلت له انا اعمل كذا هل لديكم فرص قال ياريت لايوجد لكن كدى اسأل ليك الباشمهندس وقام باالمحادثة معه بالهاتف وحكى له ان معي احد العاملين يبحث عن عمل فهل من فرصة قال له كل اوراقه مكتمله ولكن يحمل رخصة قيادة صغيرة ورد له بأن الرخصة الكبيرة مهمة شكرته على جهده وقد قام بتوصيلى لسوق المويلح لم أستسلم لليأس وظللت صامدا

اتجهت الى جبل طورية هي مجموعة كسارات مختصة بكسر الاحجار التي تدخل في صناعة الأسفلت للطرق وهي تبعد 3 كيلو من مكان سكني وذهبت لها مشيا على الأقدام، وفي نصف الطريق شعرت بحرارة الشمس وتوقفت على حافة الطريق منتظرا لفترة طويلة احد السيارات لتقلني كان كل من يأتي لم يتوقف قلت في سرى دعاء ان توقف لي العربة القادمة وفعلا توقفت وصعدت بها واوصلني الي اخر الطريق ونزلت منه وشكرته وانا امشي قلت لعلها دعوتي وقد استجابها الله عزوجل .

وقد سخر لي صاحب العربة لتقلني وهذا حسن جدا في عهدا قل فيه فضل الظهر إن الله يدخلنا جنته برحمته التي وسعت كل شئ
الا ان سلعة الله غالية وإن سلعة الله الجنة .
وما بالنا بهذه الدنيا التي لاتسوى جناح بعوضه التي تخدع الكثير من الناس الذين أصابهم الكبر والعلو والغرور ونفوس قد أصيبت باالأنانية والحسد.

الآن تمر على بلادنا ظروف قاهرة وجعلت من الناس جوعى يشتهون رائحة الخبز ولون الخبز وطعم الخبز لأن الجوع كافر كما يقال
والمه مر لمن تذوق مرارته وانا على يقين تام بأن هنالك اعداد كبيرة في الجوار من الأطفال والمشردين يموتون من الجوع في بلد حي بخيراته وموارده بالله تفقدوا من حولكم

في هذا البلد الحزين ورسولنا قد اوصى بالجار وأسأل الله عزوجل أن يبدل حالنا بأفضل حال
سا اظل صامدا للبحث عن العمل وحتى لو سنحت لى الفرصة بالسفر لخارج ارض الوطن حتى آخر انفاسي
لك الله ياسودان من هذا البؤس

أكتب تعليقـكـ هنــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد